عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
عمرة بنت النعمان:
وهي عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية، زوجة المختار بن أبي عبيد الثقفي، قتلها مصعب بن الزبير في خبر مشهور عند المؤرخين، وكانت شاعرة من شواعر العرب، سكنت دمشق، وتزوجها المختار الثقفي.
خبر مقتلها:
دعا مصعب بن الزبير أم ثابت بنت سمرة بن جندب امرأة المختار، وعمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية امرأته الأخرى، فأحضرهما وسألهما عن المختار، فقالت أم ثابت: نقول فيه بقولك أنت، فأطلقها.
وسأل عمرة بنت النعمان فقالت: رحمة الله عليه، إنه كان عبدا من عباد الله الصالحين. فرفعها إلى السجن، وكتب فيها إلى عبد الله بن الزبير، أنها تزعم أنه نبي. فكتب إليه: أن أخرجها فاقتلها.
فأخرجها بين الحيرة والكوفة بعد العتمة، فضربها مطر (1) ثلاث ضربات بالسيف. فقالت: يا أبتاه، يا أهلا، يا عشيرتاه. فسمع بها بعض الأنصار، وهو أبان بن النعمان بن بشير، فأتاه فلطمه، وقال له: يا ابن الزانية، قطعت نفسها، قطع الله يمينك، فلزمه حتى رفعه إلى مصعب. فقال مصعب: خلوا سبيل الفتى، فإنه رأى أمرا فظيعا، وذلك سنة 67 ه.
وقيل: إن مصعب قتلها بغير أمر أخيه، فكتب إليه عبد الله يعنفه على ذلك.
وفي رواية للأغاني:
أن مصعبا كتب إلى أخيه عبد الله، فكتب إليه: إن أبت أن تبرأ منه فاقتلها. فأبت فحفر لها حفيرة، وأقيمت فيها، فقتلت. وقال عمر بن أبي ربيعة في قتل مصعب عمرة:
إن من أعجب العجائب عندي * قتل بيضاء حرة عطبول (٢)
قتلت هكذا على غير جرم * ان الله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا * وعلى الغانيات جر الذيول (٣)
——————-
١- هو مطر من بني تيم الله بن ثعلبة، من شرط مصعب بن الزبير.
٢- العطبول: المرأة الفتية الجميلة الممتلئة.
٣- الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٢ - الصفحة ٧٤، أعلام النساء 3: 360.