logo-img
السیاسات و الشروط
عبدالله ( 24 سنة ) - السعودية
منذ شهرين

النقاش بين الأبناء والآباء

ما رأيكم بالقول الذي يحث الأبناء على عدم كثرة النقاش مع الوالدين وعدم مناقشة آراءهم وإن بدا منها بعض الخطأ أو القابلية للتعديل والتغيير..؟ ( حسب القائل؛ كثرة النقاش شكل من العقوق وعدمه شكل من البر)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تكليف الابناء تجاه آبائهم هو أن لا يخالفوا الإحسان إليهم، فإن كانت هذه النقاشات فيها مخالفة للإحسان إليهم فلا يجوز خصوصاً إن استلزمت فعلاً محرماً كالنظر إليه بحدة أو علو الصوت على صوته أو غير ذلك مما يحرم فعله مع الأب أو الأم، فالذي عليك أن تبين له الخطأ برفق ولين فإن تقبله فبها وإن لم يتقبله فليس عليك شيء. ففي الشريعة المقدسة إنّ احترامُ الوالدين من أوجب الواجبات، وطاعتُهما مأمورٌ بها إلا إذا أمرا بمعصية. مع ذلك، لا يعني البر بهما ترك النقاش مطلقاً، خاصة إذا كان النقاشُ بأدب وهدوء وأسلوب لطيف ودون تجريح أو رفع صوت. الحوار البنّاء ضروري أحياناً، فقد يكون في توضيح وجهة نظرك خيرٌ لكَ ولهما معاً. الآية الكريمة تقول: ﴿وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفًا﴾، فالمعروف يشمل حسن التعامل، والاستماع المتبادل، وتبادل الآراء باحترام. كثرة الجدل العدواني أو المتكبر بلا سبب مشروع غير مقبول، لكنه ليس من العقوق أن تناقش أو تبيّن رأياً برفق. العقوق يكون بالإهانة أو العصيان أو الإيذاء وليس بإبداء الرأي بلطف. فالمهم دوماً هو الأدب، واختيار الوقت المناسب للنقاش، وحفظ كرامة الوالدين عند الكلام معهم. أسأل الله أن يجعلنا جميعاً من البارين الصالحين.

1