السَلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ
أهلاً وسهلاً بكم في برنامج المجيب
ورد عندنا روايات في أنّها لا تصلح أن تكون في البيت، وقد افرد صاحب الوسائل (١) رحمه الله تعالى باباً خاص لذلك وهو الباب؛ ٤١، أسماه:
باب كراهة اتخاذ الفاختة في الدار، واستحباب ذبحها أو اخراجها. وقد ذكر عدّة روايات في ذلك نذكرها لك:
١- محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كانت في دار أبى جعفر (عليه السلام) فاختة فسمعها يوما وهي تصيح فقال: لهم أتدرون ما تقول هذه الفاختة؟ فقالوا: لا، قال: تقول: فقدتكم فقدتكم، ثم قال: لنفقدنها قبل أن تفقدنا، ثم أمر بها فذبحت.
٢- وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الجاموراني، عن ابن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير قال: دخلت على أبى عبد الله (عليه السلام) فقال لي: يا أبا محمد، اذهب بنا إلى إسماعيل نعوده، وكان شاكيا، فقمنا ودخلنا وإذا في منزله فاختة في قفص تصيح، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا بني، ما يدعوك إلى إمساك هذه الفاختة؟ أو ما علمت أنها مشؤومة؟ أو ما تدرى ما تقول؟ قال له إسماعيل: لا، قال: إنما تدعو على أربابها، تقول: فقدتكم فقدتكم، فأخرجوها.
٣- محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد والبرقي جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن علي بن سنان قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمع صوت فاختة في الدار، فقال: أين هذه التي أسمع صوتها؟ قلنا: هي في الدار أهديت لبعضهم، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أما لنفقدنك قبل أن تفقدينا، قال: فأمر بها فأخرجت من الدار.
٤- محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن أبي حمزة، عن عثمان الأصبهاني قال: أهديت إلى إسماعيل بن أبي عبد الله (عليه السلام) صلصلا (٢)، فدخل أبو عبد الله (عليه السلام) فلما رآه قال: ما هذه الطير المشؤوم، أخرجوه فإنه يقول: فقدتكم فافقدوه قبل أن يفقدكم.
دمتم في رعاية الله وحفظه.
____________________________
(١) وسائل الشيعة (ط؛ آل البيت)- ج ١١- ص ٥٢٨.
(٢) الصلصلة: الفاختة. (مجمع البحرين- صلصل- 5: 408)