logo-img
السیاسات و الشروط
jj. ( 10 سنة ) - العراق
منذ 3 أشهر

جهاد النفس على ترك الذنب

السلام عليكم ورحمة الله يا هداة الإنس اني عبد مذنب، بل في داخلي عبد تائب، يحاول ويحاول ترك الذنب والتوبة. اتركه شهر واعود له، اتركه سنة واعود له، اتركه طويلا لكن افشل واعود له، تعبت من ذاتي. اجاهد لترك الشهوة فأخسر الجهاد، أحارب الملذات للإستقامة فأميل، اجبر نفسي للسير بالسراط المستقيم فأشعر اني من المغضوب عليهم، اسأل الله الرضا وانا خجل منه. كلما قمت للصلاة ينتابتي إحساس بإني لا استحق لقاء ربي، كلما قرأت عن اهل البيت يجتاحني ذنب بإني لا استحق موالاتهم، وفي جوفي خوف من قيام الساعة وانا لم اهتدِ.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، أود أن أهنئك على رغبتك الصادقة في التوبة والعودة إلى الله تعالى. فهذا الشعور بحد ذاته هو خطوة كبيرة نحو الإصلاح والتغيير. اعلم - ولدي العزيز - إن الله سبحانه وتعالى رحيم وغفور، ويقبل التوبة من عباده مهما تكررت الذنوب، ما دامت التوبة صادقة ومخلصة. وللتغلب على الذنب والابتعاد عنه، يمكنك اتباع بعض الخطوات التي تساعدك إن شاء اللّٰه تعالى، وهي: أولاً: تجنب الأماكن أو الأوقات التي تثير فيك الرغبة في ارتكاب الذنب. ثانياً: اشغل وقتك بأمور مفيدة ومثمرة، مثل قراءة القرآن، أو ممارسة هواية ما، أو الانخراط في أنشطة اجتماعية إيجابية. ثالثاً: حاول أن تحيط نفسك بأصدقاء صالحين يدعمونك في مسيرتك نحو التوبة. أما بالنسبة للخوف من العودة إلى الذنب، فيجب بالمبادرة إلى التوبة، ولا تدعه يثنيك عن التوبة. استمر في الدعاء والاستغفار، واطلب من الله العون والثبات، وتذكر أن الله يحب التوابين ويفرح بتوبتهم، وهو أرحم الراحمين. وأخيراً - ولدي العزيز - لا تيأس من رحمة الله، فالله يغفر الذنوب جميعاً إذا كانت التوبة صادقة فقد جاء في كتابه الكريم في سورة الزمر: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) استشعر هذه الرحمة وهذا العطف منه سبحانه واستمر في المحاولة، وكن واثقاً أن الله معك وسيساعدك على التغلب على هذا التحدي. وفقك الله لكل خير، ولا تنسى أن تدعو الله دائماً بالثبات والهداية.