وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، نشكر تواصلكم معنا في برنامجكم المجيب.
أولاً: الحكم الشرعي:
لمس الجسد بطريقة تُثير الشهوة، مصحوبًا بتخيلات جنسية، يُعد من مقدمات الحرام في الشريعة الإسلامية. فالله تعالى يقول: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً" (الإسراء: 32)، وقد فسّر العلماء هذه الآية بأنها تشمل كل ما يقرب إلى الزنا من نظر ولمس وتخيل واستثارة، حتى وإن لم يقع الفعل نفسه.
فاذا كان هذا التصرف يؤدي إلى إثارة الشهوة والوقوع في الاستمناء (العادة السرية) أو التفكير المستمر في المحرمات، فهو معصية تحتاج إلى توبة واستغفار. لكنه لا يُعد فاحشةً كالزنا من حيث الحكم، وإنما هو سلوكٌ غير جائز شرعاً يجب الإقلاع عنه والابتعاد عن أسبابه.
ثانياً: كيف تتجنبين هذا الأمر؟
إليك بعض الوسائل التي تعينك على تجنب هذه التصرفات:
1. شغل وقت الفراغ: بالنافع من الأعمال كالدراسة، أو تعلم مهارات مفيدة، أو قراءة الكتب النافعة، أو الالتجاء إلى العبادة.
2. تقوية العلاقة بالله: من خلال المحافظة على الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن، والدعاء المستمر.
3. الصيام: فهو وسيلة فعالة لضبط النفس، وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" ( رسالة الحقوق: ص ٥٢٩ ).
4. الابتعاد عن المثيرات: سواء كانت أفلاماً، أو صوراً، أو حتى الحديث في مواضيع تثير الغريزة.
5. الصحبة الصالحة: حافظي على علاقة طيبة مع من يعينك على طاعة الله، ويذكّركِ بالخير.
ثالثاً: التوبة مفتوحة دائماً:
إن وقعتِ في ذلك، فباب التوبة لا يُغلق أبداً. توبي إلى الله توبةً نصوحاً، واستغفريه، وأحسني الظن برحمته، فإنه الغفور الرحيم، فقد ورد عن مولانا الإمام علي (عليه السلام) قوله: "الخيال أحد جنود الشيطان، فإذا رأيتموه يوسوس في عقولكم فاستعيذوا بالله واذكروا الله قياماً وقعوداً"
(ميزان الحكمة: ج2 / ص978 ).
وهذه الرواية تؤكد أن الانشغال بالخيالات الجنسية باب من أبواب وسوسة الشيطان، ويجب دفعه بالاستعاذة وذكر الله تعالى.
وينبغي عليك ياابنتي الكريمة بأن تسيري على نهج مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء وإبنتها فخر المخدرات زينب ( عليهن السلام ) وفي جميع المجالات الدنيويه والأخرويه.
وفقكِ الله، وحفظكِ من كل سوء، ورزقكِ حياة نقية ترضين بها وترضى عنها خالقتكِ، ودمتم في رعاية الله وحفظه.