السلام عليكم اني احب اتابع شيخ علي المياحي بس لمن تزوجت زوجي يمنعني اتابعه رغم هو هواي علمني على الدين فه يصير اتابعة وهو ميدري لان من تركت متابعته انحرفت هواي واريد ارجع اتابع هذه الشيخ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة:
من حق الزوج على زوجته أن تطيعه في غير معصية الله تعالى، ما لم يكن في طلبه ظلم أو صدّ عن سبيل الهداية. وفي الوقت نفسه، من واجب الزوج أن يُعين زوجته على الاستقامة، ويهتمّ بحالها الديني، ويحرص على هدايتها، فإن ذلك من تمام القوامة والرحمة التي أمر الله بها.
إذا كنتِ تجدين في متابعة الشيخ علي المياحي منفعة دينية تقربكِ من الله تعالى، وتعينك على الثبات والابتعاد عن الانحراف، فهذه حاجة روحية ينبغي مراعاتها. لذا، أنصحكِ بأن تفتحي حواراً هادئاً وصادقاً مع زوجك، تبينين له أثر هذه المتابعة في تقوية إيمانك واستقامتك، واطلبي منه أن يتفهم حاجتك، ويكون عوناً لكِ في طاعة الله سبحانه وتعالى.
ولا أنصحك أبداً أن تتابعي الشيخ خفية، فالحياة الزوجية تُبنى على الصدق والثقة، لا على الإخفاء والكتمان، فإنّ في ذلك ما قد يُضعف العلاقة ويذهب بركتها. والصواب أن تسعي للإقناع بالحكمة والرفق، لا المخالفة في السر.
وفي هذا السياق، ورد عن مولانا أمير المؤمنين الإمام (علي عليه السلام) قوله: "ثمرة الدين التفقه، وثمار التفقه القصد والرشاد" (غرر الحكم: حديث رقم 2914).
فطلبك للعلم والتفقه في الدين، إذا كان يعينك على الرشاد، فهو من ثمار الدين المباركة التي تُرغّب فيها الشريعة، ما دام ذلك ضمن حدود الطاعة والمصلحة الزوجية، فالاكمل لك ياابنتي الكريمة بأن تجمعي بين السعادة الزوجية وبين طلب العلم والتفقه بالدين.
اجتهدي في الدعاء لله تعالى أن يلين قلب زوجك، ويوفقه لفهم حاجتك الدينية، وأن يجمع بينكما على طاعته ورضاه. وأكثري من الدعاء، فإن الله يفتح القلوب ويهدي بها من يشاء.
- نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، ويصلح بينك وبين زوجك، ويجعلكما من أهل طاعته ورضوانه، ودمتم في رعاية الله وحفظه.