وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابنتي الكريمة، معنى الغوث كما ذكر عند اللغويين، (غوث) الغين والواو والثاء كلمة واحدة، وهي الغوث من الإغاثة، وهي الإغاثة والنصرة عند الشدة(١).
فيكون المعنى، أناديك وادعوك يا من تغيث المضطرين و المستضعفين انصرني في هذه الشدة، وهكذا.
وهذا لا ينافي التوحيد ولا ينسب إلينا الشرك كما ادعاه بعض ضعاف العقول، فإن الوسيلة ذكرة في القرآن الكريم: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ…) (المائدة: ٣٥).
وثبتت في زمن وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)بأن جعل الله تعالى وسيلة اليه تعالى: (وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (النساء: ٦٤).
بل توجد رواية، أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، قال هذه الكلمات واستغاث بالإمام علي( عليه السلام) في بعض حروبه، «وكان من أمر الجيش انه انكسر وانهزم الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنزل جبرائيل، وقال: يا نبي الله إن الله يقرئك السلام، ويبشرك بالنصرة، ويخبرك إن شئت أنزلت الملائكة يقاتلون، وإن شئت عليا فادعه يأتيك، فاختار النبي (صلى الله عليه وآله) عليا، فقال جبرائيل: در وجهك نحو المدينة وناد: يا أبا الغيث أدركني، يا علي أدركني، أدركني يا علي…(٢).
وتفصيل الكلام حول جواز الاستغاثة بأهل البيت (عليهم السلام) يطول فيه المقام، حيث توجد اجوبة كثيرة في نفس التطبيق.
دمتم في رعاية الله وحفظه
………………
١- معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، ج٤، ص ٤٠١.
٢- مدينة المعاجز، السيد هاشم البحراني، ج ٢، ص ١٠.