logo-img
السیاسات و الشروط
الفاطميّة ( 25 سنة ) - العراق
منذ 4 أشهر

الصراع بين الالتزام والذنوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندي بنت اختي عمرها 25 تعمل العاده السريه وتشاهد افلام محرمات كل ماتبتعد عنهن فتره وتوب بس ماتستمر تكول اتأده بيه شي ياكلني يبقه وترجعلهن وهيه ملتزمه صلاة وصوم وادعيه وقرآن بس ماتكدر تترك المحرمات والعاده السريه ودائمآ تكلي اعمالي مقبوله او لا بسبب الي تسوي وتشوفه رغم تعرفه غلط وتخجل من ربها بس ماتكدر تبتعد مولاي السؤال الاعمال والقران والصلاة والصوم والزيارات مقبوله لو لا بالنسبه للتسوي هيه


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، اعلمي أن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة، رحيم بعباده، يقبل التوبة الصادقة مهما تكررت الذنوب، إذا اقترنت بالندم الحقيقي والعزم على عدم العودة. قال تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ" (الزمر: 53). ومع ذلك، لا يجوز التهاون بالمعصية أو الاستسلام لها، خاصة العادة السرية ومشاهدة المحرمات، فهي من الأمور المحرمه التي تُضعف الإيمان وتجرّ القلب إلى الغفلة، وتتنافى مع الحياء من الله. فعن مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال: " لا مصيبة كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها " ( ميزان الحكمة: ج٢ / ص ٩٩١ ) . لكن المعصية لا تبطل الأعمال العبادية كالصلاة والصوم وقراءة القرآن، ما دامت تُؤدى بشروطها الصحيحة الظاهريه، ولكنها تقبل من جهة التكليف، ويقل ثوابها ودرجتها لأنها خاليه من الخشوع الذي يجعل الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال الإمام الباقر (عليه السلام): "ما من عبدٍ أذنب ذنباً، فقام فاغتسل وصلّى ركعتين، ثم استغفر الله، إلا غفر الله له" (وسائل الشيعة، ج 8، ص 336). فاجتهدي في التوبة مهما تكرر الذنب، ولا تيأسي من نفسك، فإن العودة الصادقة إلى الله أعظم من الذنب ذاته. واحرصي على تجديد التوبة كلما زلت القدم، وابتعدي عن كل ما يذكّرك بالمحرمات، واملئي وقتك بما يقوّي صلتك بالله: من ذكرٍ، وقراءة قرآن، وصحبة صالحة، وأعمالٍ نافعة. واعلمي أن الله يحب من عباده المجاهدين في سبيل الطهارة والعفاف، ومن صدق في جهاده أعانه الله، قال تعالى: "وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" (العنكبوت: 69). فثقي أن عملك– من صلاة وصوم وقرآن وزيارات– مقبول بإذن الله ما دمتِ تجاهدين نفسك وتُخلصين النية لله، وتتوبين كلما وقعت، ولا تصرين على المعصية، بل تسعين لتركها بصدق. نسأل الله تعالى أن يطهّر قلبك، ويثبتك على طاعته، وينير دربك، ويجعلك من التائبين الصادقين المقبولين، ودمتم في رعاية الله وحفظه.