logo-img
السیاسات و الشروط
قتادة ( 25 سنة ) - العراق
منذ شهر

مشاعر اليأس

انا واجهتني مشكله وغلبت عليه وكلش متألمه فارقني شخص وما جاي اكدر اتكيف واعيش بعد ما اشوف حياتي الها داعي ومعنى اريد اموت وانتحر كلش بعد ما اكدر وما جاي اسيطر ع نفسي وماكو حل لان هو ما يرضه يرجع ولا اكدر اتواصل ويااه وانا ما اكدر بدونه وكلش تعبت وما اتحمل اسمع اي شي عنه وخصه اذا مو زين ولا تكولولي علاجات نفسية هم ما اكدر ولا تفيد لان كلش احبه


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، كان الله تعالى بعونك مما تعانين منه من فراق هذا الشخص الذي كنتِ تحملين له مشاعر الحب. ولكن قبل أن نتحدّث عن الحزن والمشاعر، لا بدّ أن نسألك سؤالاً مهماً: هل كانت علاقتكِ بهذا الشخص ضمن حدود الشرع المقدّس؟ إن كانت العلاقة من غير عقد شرعي، أي مجرد تعلّق ومراسلات ومقابلات – فهذه علاقة محرّمة شرعاً، لا يرضاها الله (عزّ وجل)، حتى لو كانت بنية الحب أو الزواج مستقبلاً. وفي هذه الحالة، ينبغي أن تشكري الله تعالى أنه خلّصك منها قبل أن تجرّك إلى ما هو أعظم، فهو برحمته أراد أن يوقظك قبل فوات الأوان. وما تشعرين به من ألم الآن، هو في حقيقته تنبيه إلهي ودعوة للعودة والتوبة. - فعن مولانا الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "إذا رأيت الله سبحانه يتابع عليك البلاء، فاعلم أنك في طريقه، وإنك تحت عنايته." (نهج البلاغة، الحكمة 282). فبادري إلى التوبة، واستغفري ربك، وعودي إليه بقلبك، وستجدين الراحة والسكينة التي لم تجديها في تلك العلاقة. واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه، وهذا وعد منه سبحانه لا يتخلّف. أما إن كانت العلاقة بعقد شرعي حلال، فمصيبتكِ مصيبة مفهومة ومقبولة، ونسأل الله أن يصبّرك ويعوّضك خيراً. فإن كان الفراق قد حصل رغم شرعية العلاقة، فعليك أن تتوكلي على الله وتُحسني الظن به، فإنه لا يضيع عباده ولا يترك قلوبهم مكسورة بلا جبر. فقد قال مولانا الإمام زين العابدين (عليه السلام): "إنّي لأُحبّ أن أدعو الله في الحاجة، فَأُبْطِئُ عنّي، فأُكرّر الدعاء، لأنّي أعلم أنّه يحبّ صوتي." ( الكافي: ج 2 / ص 338 ) . فاستمري بالدعاء والتضرّع، واطلبي من الله أن يرزقك خيراً مما فقدتِ، وأن يُصلح قلبك ويُثبّتكِ على الحق. مهما كانت تفاصيل العلاقة، تذكّري أن طلب الموت أو التفكير بالانتحار ليس حلاً، بل هو ظلم لنفسك ورفض لرحمة الله الواسعة، وابتعاد عن طريق النجاة. الله معكِ، وإن كنتِ ترينه بعيداً الآن، فهو أقرب إليك من كل أحد. ابحثي عمن تثقين بهم من أهلك أو صديقاتك الصالحات، وشاركيهم ما تمرّين به. لا تحبسي حزنك، لكن لا تتركيه يقودك للهاوية. الحياة لم تنتهِ، وما زالت تحمل لكِ الكثير من الفُرص والأيام الجميلة التي تستحق أن تُعاش. والأهم من ذلك كله ياابنتي الكريمة عليك بأن تسيري على نهج مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء وإبنتها فخر المخدرات زينب ( عليهن السلام ) وفي جميع المجالات الدنيويه والأخرويه. وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.