( 15 سنة ) - الكويت
منذ يومين

أسباب وفاة قابيل

السلام عليكم كيف مات قابيل لعنه الله هل بسبب صاعقة ام قتله لمك الاعمى ام ماذا مع ذكر المصادر و رقم الصفحة و الجزء عند الشيعة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ولدي العزيز، لم يرد في المصادر المعتبرة ما يدل على سبب موت قابيل أو كيفية وفاته، بل أقصى ما ورد يتعلق بعقوبته بعد ارتكابه الجريمة. وقد ذكر صاحب تفسير الميزان أقوالًا حول قابيل وعقوبته، حيث قال: (واعلم أن في القصة رواياتٍ كثيرةً مختلفةَ المضامين، كالقائلة: إن قابيل لما قتل أخاه، عقل الله إحدى رجليه إلى فخذها من يوم قتله إلى يوم القيامة، وجعل وجهه إلى اليمين، حيث دار دارت عليه حظيرة من ثلج في الشتاء، وعليه في الصيف حظيرة من نار، ومعه سبعة أملاك، كلما ذهب ملك جاء آخر. والقائلة: إنه معذَّب في جزيرة من جزائر البحر، علقه الله منكوسًا، وهو كذلك إلى يوم القيامة. والقائلة: إن قابيل بن آدم معلّق بقرونه في عين الشمس، تدور به حيث دارت، في زمهريرها وحميمها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة، صَيَّره الله إلى النار. فهذه وأمثالها رواياتٌ من طرقٍ جُلُّها أو كلها ضعيفة، وهي لا توافق الاعتبار الصحيح، ولا يوافقها الكتاب، فهي بين موضوعةٍ بيّنة الوضع، وبين محرّفة، أو مما غلط فيه الرواة من جهة النقل بالمعنى)(١). كما وردت رواياتٌ أخرى تشير إلى ما حلَّ بقابيل، لكنها لم تتضمن ذكرًا لسبب وفاته، ومن ذلك ما رُوي عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام): «أن طاووسًا [رجل اسمه طاووس] قال في المسجد الحرام: أول دمٍ وقع على الأرض دمُ هابيل حين قتله قابيل، وهو يومئذٍ قتل ربع الناس. فقال له زين العابدين (عليه السلام): «ليس كما قال، إن أول دم وقع على الأرض دمُ حواء حين حاضت، يومئذٍ قُتل سُدُسُ الناس، ... المزید». ثم قال (عليه السلام): «هل تدري ما صُنع بقابيل؟» فقال القوم: لا ندري. فقال: «وكّل الله به مَلَكَيْن، يطلعان به مع الشمس إذا طلعت، ويغربان به مع الشمس إذا غربت، ويُنضجانه بالماء الحار مع حَرّ الشمس حتى تقوم الساعة»(٢). ومن الملاحظ أن الروايات لم تتعرض إلى كيفية موته، أكان بصاعقة أو غيرها، لكن خلاصة حاله أنه ندم وخسر، كما قال تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (المائدة: ٣٠) فخسر الدنيا والآخرة. ودمتم موفقين. ________________________________ (١) تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج٥، ص٣٢٠، [بتصرف]. (٢) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج١١، ص٢٣٨.