مشاعر الإحباط والضغط العائلي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، أرجو أن تكوني بخير وأدعو الله أن يفرّج همّك ويخفّف عنك ما تشعرين به. أفهم جيداً ألمك وحيرتك، لكن تذكري أن التصرّف بهدوء والصبر هو الفعل الصحيح في هكذا أمر، خصوصاً أن هذه المسائل حساسة. والدتك ربما تخاف عليك وتحاول حمايتك حسب فهمها وظروفها، حتى لو كان ذلك يسبّب لك الضيق أو التعب. الحوار مع الأهل أحياناً يكون صعباً، لكن كوني لطيفة وهادئة وحاولي التعبير لها عن مشاعرك بدون غضب أو كلام يجرحها. بالنسبة للزواج، السن الذي ذكرتِه مناسب من ناحية الشريعة، لكن القرار يحتاج نضجاً وتفكيراً هادئاً من الطرفين وأهلهم. إذا كان الشاب جاداً ويريد الارتباط بك بشكل رسمي، دعي أحداً من أهلك تثقين به أن يكون وسيط خير ليشرح الأمر لوالدتك بهدوء وبأسلوب يهدئ الخواطر. أمك لن ترفض سعادتك، لكن أحياناً لديهم مخاوف أو مفاهيم قديمة يحتاجون وقت حتى يتغيروا. بالنسبة لألمك النفسي والجسدي، لا تهملي صحتك أبداً، الجئي للعلاج إذا احتجتِ، والجأي إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والصلاة، وتذكري أن الشدة لن تدوم، ولا تيأسي أبداً. فكرة الانتحار من وساوس الشيطان وهي محرمة، فالحياة أمانة يجب أن نصونها مهما اشتد التعب. ابحثي عمّن يسمعك ويدعمك من صديقات صالحات أو قريبات تثقين بهن، ولا تسكتي عن الألم النفسي أو الجسدي. أنت قوية وقادرة على تجاوز هذه المرحلة، والله معك.