اني بنية من جان عمري 17 سنة دخلت بعلاقات ويه شباب على الانترنت وجان بيناتنا صور وكلام غير اخلاقي
ومرة التقيت بشخص جان عمري 18 ولزمت ايده وحضنته
هسه اني عمري 21 سنة كلش متندمة على افعالي وخايفة من رب العالمين خوف شديد ونفسيتي تنهار من اذكر افعالي القديمة وماعرف شلون اسامح نفسي لو شلون رب العالمين يقبل توبتي اني مسوية كل هاي الذنوب بعمر صغير
الشهوات جانت مسيطرة عليه
واني اعرف هالشي حرام
سؤالي هو شنو اسوي حتى رب العالمين يقبل توبتي ويرزقني شخص يستر عليه وهل الذوب راح تأثر على حياتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي العزيزة. نشكر الله تعالى على يقظتك وندمك على مامضى. وما دمتِ تشعرين بالندم وتخافين الله تعالى، فهذا يدل على قلب حي وضمير يقظ، وهي أول خطوات التوبة الصادقة، واعلمي بأنّ رحمة الله واسعة، وباب التوبة مفتوح لكل من أذنب، مهما كان ذنبه. قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾. (الزمر: آية 53). فالله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعًا، إذا تاب العبد توبة صادقة.
والتوبة الصادقة تتكون من ثلاثة أركان:
1. الإقلاع عن الذنب فورًا.
2. الندم الحقيقي على ما مضى.
3. العزم الجاد على عدم العودة إليه أبدًا.
وبعد تحقق التوبة النصوحة تأتي البشارة بالستر من الله سبحانه وتعالى، فعن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا تاب العبد توبة نصوحًا، أحبّه الله، فستر عليه في الدنيا والآخرة" (الكافي: ج2 / ص435).
فما دمتِ تبتِ توبة نصوحًا، فإن الله يحبك ويستر عليك، فلا تفضحي نفسك ولا تذكري هذه الأمور لأحد، وابدئي صفحة جديدة بيضاء مع الله تعالى، واعلمي أن التفكير المستمر بالماضي بالشعور باليأس والقنوط من رحمة الله، هو من مداخل الشيطان لإضعافك، فلا تسمحي له بذلك.
وما ينبغي عليك فعله الآن هو الالتزام بالصلاة والخشوع فيها، الإكثار من الدعاء والاستغفار في أول النهار وقبل الغروب، قراءة القرآن بتدبر والعمل به، مصاحبة الصديقات المؤمنات، طلب العفة والستر من الله، والثقة بأنه سيرزقك خيرًا مما تتمنين، والإكثار من الأعمال الصالحة، كصلة الرحم، والصدقة، وخدمة الوالدين.
أما عن أثر الذنوب السابقة على حياتك، فاعلمي أن التوبة تمحو ما قبلها، ولا تؤثر عليك في الدنيا ولا في زواجك إذا أحسنتِ التوبة، وستر الله عليك. فقد وعد الله التائبين بالإحسان والرحمة، فقال:
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾
(الفرقان: 70).
احسني الظن بالله، فهو أرحم بك من نفسك، وابدئي حياة جديدة مليئة بالتقوى والعفة، وسيعوضك الله برجل صالح يسترك ويكرمك إنشاء الله، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾. (البقرة: 222).
نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويثبت قلبك، ويكتب لكِ سعادة الدارين، ويعوضك خيرًا عن كل ما مضى.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.