الهندسة المقدسة وأحكامها الشرعية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الهندسة المقدسة، كما يُطرح هذا التعبير في كثير من المصادر الحديثة، غالباً يُقصَد بها النظام الهندسي المرتبط بالتناسق والجمال في الطبيعة والمعمار، أحياناً يُربط بها دلالات روحية أو رمزية حول النظام في خلق الله أو استخدام الأشكال الهندسية في العمارة الدينية. لا يوجد في الشريعة الإسلامية أو في كتب أهل البيت عليهم السلام ذِكر صريح لما يُسمى "الهندسة المقدسة" بهذا الاصطلاح الحديث. لكن الإسلام يشجع على التعقل والتأمل في خلق الله ﴿الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض﴾ (آل عمران: 191) ويحث على طلب العلم والعمران. أما من حيث الحلّية، فالهندسة بكل أنواعهاـ طالما لا تتضمن شركاً أو خرافات أو دعوة لمفاهيم مخالفة للتوحيدـ فهي علم مباح، بل وممدوح إذا استُخدم في التعمير والإبداع وخدمة البشر. إذا كان مقصود "الهندسة المقدسة" فقط هو دراسة التناسق والأبعاد والهندسة المعمارية والأشكال الجمالية في الطبيعة أو العمارة الإسلامية أو غيرها من الحضارات، من غير أن يتضمن ذلك معاني باطلة أو شعائر لغير الله، فلا حرج فيه. أما إذا ارتبط هذا العلم أو هذه المفاهيم بدعوات باطلة أو طقوس غير إسلامية أو الشرك، فيجب الحذر منها وتركها فوراً ولا تأخذي بهذه العلوم إلا في إطار معرفي وعلمي، فلا إشكال في ذلك بحسب الضوابط الإسلامية. أسأل الله أن يوفقك للعلم النافع ويحفظك من كل سوء.