السلام عليكم
اني عندما يخطأ شخص بحقي او يأذيني لا اسامحه مطلقا وهذا شعاري وابقى اريد حقي من رب العالمين ولكن ابقى اتعامل مع هذا الشخص بحكم الضرورة ولا أظهر زعلي منه ولا أعاتبه يعني بنظري ان الاذية التي تسبب لي بها شخص ما أكدر احدد نوع الاعتذار او التعويض الذي يناسب الضرر وان رب العالمين هو الذي يحدد ذلك لذا ااجل حقي إلى يوم الحساب وما اسامح اي انسان تسبب لي بأي ضرر هل هذا الشئ جائز؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، اعلم بأنّ ما تفعله من الامتناع عن المسامحة والاحتفاظ بحقك ممن أساء إليك، هو أمر جائز من الناحية الشرعية، لا سيما إذا كان الضرر كبيراً، أو لم يظهر الطرف المسيء الندم أو يقدّم اعتذاراً يليق بحجم الأذى. فمن حق الإنسان أن لا يسامح من ظلمه، وأن يطلب حقه من الله تعالى يوم القيامة، وهو العدل المطلق الذي لا يضيع عنده شيء، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ﴾ [إبراهيم: 42].
لكن في المقابل، يدعو الإسلام إلى العفو والتسامح، ويعدّه من أخلاق الكِرام، وقد ورد في القرآن الكريم: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ﴾ [الشورى: 40]. فالعفو لا يعني التهاون بحقوقك، بل هو فضل واختيار من الإنسان، يُثاب عليه من الله بأجر عظيم، خصوصاً إذا صدر عن قدرة لا عن ضعف، وعن تسامٍ لا عن عجز. ومن كلام أهل البيت عليهم السلام، ما ورد عن مولانا الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة قوله:«العفو تاج المكارم» ( غرر الحكم: ٥٢٠ ).
ويُروى عن مولانا أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبة " ألا أخبركم بخير خلايق الدنيا والآخرة؟ العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك " ( وسائل الشيعة: ج ١٢ / ص ١٧٢ ). ومعنى هذا أن القلوب التي تراقب الله وتفوّض أمرها إليه، تنال عناية ورحمة خاصة، حتى لو كانت مجروحة.
وعليه، فإن عدم المسامحة حق لك، ولكنه قد يترك في قلبك أثراً نفسياً، ويمنعك من الوصول إلى سكينة العفو وطمأنينة التسليم لله. لذا، فالتوازن هو الأفضل: لا تجبر نفسك على التسامح إن لم تكن قادراً عليه، ولكن لا تُغلق باب التسامي والعفو، خاصة إن رأيت في ذلك راحة لقلبك وأجراً عند ربك.
نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، وينصرك على من ظلمك، ويرزقك القوة على العفو إن وجدت إليه سبيلاً. ودمتم في رعاية الله وحفظه.