حكم لعب البوبجي مع النساء

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة، لم يصدر من سماحة السيد السيستاني(دام ظلّه) منع من أصل ممارسة هذه اللعبة ولا ترخيص في ذلك، ويمكن الرجوع فيه إلى فقيه آخر. وأمّا الإدمان عليها أو على مثيلاتها فلا بدّ من التجنّب عنه إذا كان يؤدّي إلى الإخلال بشيءٍ من الوظائف الشرعية الإلزامية ــ كأداء الصلوات المفروضة في أوقاتها ــ أو كان له تأثير خطير على نفسيّة اللاعب من حيث جعله عدوانيّاً تجاه الآخرين أو نحو ذلك من المفاسد. واعلمي -أختي - أنّ لعب الرجل مع النساء الأجنبيات في الألعاب الإلكترونية كالـ"بوبجي" إذا كان فيه إختلاط وحديث غير ضروري أو حديث فيه خضوع بالقول أو مزاح وخروج عن حدود الأدب والجدية، فهو غير جائز في الشريعة الإسلامية لأنه قد يؤدي إلى الفتنة وارتكاب المحظورات. الله تعالى أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وحفظ الفروج والإبتعاد عن مواطن الشبهة، قال الله عز وجل: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ... المزید" (النور: 30). فاللعب أو الحديث مع النساء الأجنبيات يجب أن يكون في أضيق الحدود ولضرورة، وليس للترفيه أو تمضية الوقت أو المزاح. أما بالنسبة للزوجة التي تنصح زوجها وتحثه على ترك هذا الفعل خوفاً من الحرام أو الأثر النفسي عليها فهذا موقف صحيح ومشروع، وليس عليها إثم بل يؤجرها الله على غيرتها على دينها وزوجها وأسرتها، ومن حقها أن تشعر بالضيق أو الألم النفسي حين ترى ما يهدد استقرار أسرتها أو علاقتها الزوجية، والزوج عليه أن يقدّر مشاعر زوجته ويحافظ على الثقة والمودة بينهما، كما أن عليه أن يبتعد عن مواطن الشبهة وكل ما يهز كيان الأسرة. في هذه الحالة، الزوجة على حق في نصحها وغيرتها، وعلى الزوج الاستجابة للنصيحة الشرعية والتوقف عن هذا العمل حفاظاً على دينه وكرامة أسرته، ولكن إستخدمي الأسلوب المناسب والهادئ معه؛ لكي لا يؤدي نصحكِ له إلى العناد أكثر، فتكون النتيجة للنصح سلبية. أسأل الله أن يهدي زوجكِ ويصلحه لكل خير وأن يملأ بيتكم بالمودة والتقدير بحق النبي الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين.