logo-img
السیاسات و الشروط
عباس دهراب ( 44 سنة ) - الكويت
منذ شهرين

رد شبهة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماهو رد شبهة ال محمد هم امته والدليل ادخلوا ال فرعون اشد العذاب؟ ما الفرق بين ال آل محمد آل البيت اهل البيت


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب أخي العزيز، إن المراد بـ (آل فرعون) هم رحمه وقرابته؛ وليس استعمال الآل في الأتباع على وجه الحقيقة بل المجاز، فانّ الرجل اذا قال: آل زياد وآل مروان وآل عباس لا يفهم من هذا إلا أولادهم، لا رعاياهم واصحابهم. قال ابن عطية في المحرر الوجيز،(5 :220) والزحيلي في الوسيط، (3:2547): (آلَ فِرْعَوْنَ: قرابته على عرف الآن، وخصصهم بالذكر، لأنهم عمدة القوم وكبراؤهم). وتأمل في هذه الآية من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (آل عمران: الآية ٣٣). فالآية وضحّت الاصطفاء في آل إبراهيم وآل عمران هو في الذريّة والرحم لا في الأتباع، فالمقابلة لابد أن تكون بين آل محمّد (صلى الله عليه وآله) مع آل إبراهيم وآل عمران (عليهم السلام) لا مع آل فرعون. ثم أنّ جميع آل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم هم إما أنبياء أو أوصياء، ولم يجيء آل والمقصود منها هم أمة النبي، حيث قال تعالى: {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ} (الحجر: الآية ٥٩) وآل لوط (عليه السلام) هم بناته. وقال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} (سبأ: الآية ١٣)، وآل داود هو سليمان، وآل ابراهيم هم اسماعيل واسحاق، وآل عمران، موسى وهارون (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين). وعليه فآل محمد (صلى الله عليه وآله) هم أصحاب الكساء، علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) لا أتباعه ولا غيرهم. وقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن (الآل)؟ فقال: «ذرّية محمّد (صلى الله عليه وآله)، فقيل له: من الأهل؟ فقال: الأئمّة (عليهم السلام) ، فقيل له قوله تعالى: {أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ}؟ قال: والله ما عني إلّا ذرّيته» (مجمع البحرين، للطريحي، 5: 313) أما ما الفرق بين آل البيت، وأهل البيت، وآل محمد؟ (الآل والاَهل) كلمتان بمعنى واحد باتفاق أهل اللغة: آل البيت لفظ مركب من كلمتين (آل) و (البيت)، واتفقت كلمة أهل اللغة على أنّ (الآل والاَهل) كلمتان بمعنى واحد، بل أنّ الآل مقلوب من الأهل؛ ولذلك يصغّر على أُهيل؛ لأنّ النسبة والتصغير يردّان الألفاظ على أصولها، قال ابن هلال العسكري في الفروق ناقلاً قول المبرد: (إِذا صغرت الْعَرَب الْآل قَالَت: أهل، فَيدل على أَن أصل الْآل الْأَهْل). (الفروق اللغوية للعسكري:ص281). وقد ورد ذكر كلمة (أهل البيت) في القرآن والسُنّة، وكذلك ذكر كلمة (أهل بيت النبيّ)، أو (أهل بيتي) في السُنّة في روايات صحيحة وردت في الكتب الحديثية للفريقين، وأنّه (صلى الله عليه وآله) قال بعد أن غطّى عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) بالكساء: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي» (مسند أحمد بن حنبل، 4: 107 حديث وائلة بن الأسقع). واما آل محمد: فهم أهل بيته من ذرية فاطمة وعلي (عليهما السلام) جاء في كتاب معاني الأخبار، ص93، للشيخ الصدوق (رحمه الله) بسنده: عن أبي بصير، قال: (قلت لأبي عبد الله (صلوات الله عليه): مَن آل محمّد (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: ذرّيته، فقلت: أهل بيته؟ قال: الأئمّة الأوصياء، فقلت: عترته؟ قال: (أصحاب العباء)، فقلت: أُمّته؟ قال: المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند الله عزّ وجلّ، المتمسّكون بالثقلين، الذين أمروا بالتمسّك بهما كتاب الله عزّ وجلّ وعترته من أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيراً، وهما الخليفتان على الأُمّة من بعده). وقال فخر الدين الرازي في تفسيره،ج27،ص595: (وأنا أقول: آل محمد (صلى الله عليه وسلم) هم الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أشد التعلقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل). ودمتم في رعاية الله وحفظه.