السلام عليكم و الرحمة
راح تصير حفلة خطوبة لبنت خالتي لكن المشكلة ،على الأغلب يكونون مشغلين اغاني و همة ماخذين عني فكرة إني متدينة و بقائي بالمكان ممكن يكون علامة على رضاي و ايضًا فيها اطفال اولاد أعمارهم بحدود ٦-٨ سنوات لكن تفكيرهم مو مال اطفال و اذا رحت راح اضطر انزع العباية و ابقى بالملابس الي تكون ممؤدية الشروط الكاملة للحجاب گدامهم. و اذا مرحت اخاف ان خالتي تزعل خصوصًا أنها وصت ماما تجيبنا و ممكن تصير مشكلة بيني و بين امي إذا مرحت لاني ارفض اروح لاقاربها علمود الاطفال،فشنو اسوي؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب.
ابنتي الكريمة، زادكِ الله ورعًا وتوفيقًا وثباتًا على طريق الطاعة، فإن من علامات التوفيق للعبد أن يستشعر رقابة الله تعالى في كل شأنه، ويراقب مواضع رضاه وسخطه، ولا تأخذُه في الله لومة لائم.
أما بشأن حضوركِ حفلة خطوبة يُعلَم أو يُتوقّع فيها تشغيل الغناء المحرّم، فاعلمي يا بنيّتي أن الغناء اللهويّ حرام في شرعنا، كما دلّت عليه النصوص الشريفة من طرق أهل البيت عليهم السلام، روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اَلْغِنَاءُ مِمَّا وَعَدَ اَللَّهُ عَلَيْهِ اَلنَّارَ وَ تَلاَ هَذِهِ اَلْآيَةَ وَ مِنَ اَلنّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ اَلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اَللّٰهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّخِذَهٰا هُزُواً أُولٰئِكَ لَهُمْ عَذٰابٌ مُهِينٌ" (وسائل الشیعة ج ١٧، ص ٣٠٤)، فالغناء من الكبائر وحرامٌ الاستماع له.
فإن كنتِ تعلمين أن الحضور في المكان الذي يُحتفل فيه يُرتكب فيه الحرام، كالغناء وغيره، فعليكِ شرعًا أن تأمري بالمعروف وتنهَي عن المنكر، مع مراعاة مراتب النهي عن المنكر وتوفّر شروطه. فإن لم ينتهوا، فالأحوط أن تُبرزي كراهتكِ لفعلهم واستياءكِ منه، ولا يجوز لكِ الحضور ولا الاستماع، إلّا إذا كنتِ مضطرّةً للحضور اضطرارًا لا يُتحمّل معه الترك، فيجوز حينئذٍ مع الانشغال قدر الإمكان بما يُسهم في منع السمع، كأن تضعي سماعةً في أذنكِ تستمعين من خلالها إلى ما يحلّ الاستماع له، أو تكوني في مكان لا يصل إليه صوت الغناء، وعلمي، إن المحرّم هو الاستماع (الإصغاء إلى الغناء) لا السماع، فيمكنك عدم الاستماع إليه.
وأما بالنسبة إلى مسألة الحجاب أمام الأولاد،
فإن كانوا أولادًا من المُميّزين، فاعلمي أنّه يجب الالتزام بالحجاب الكامل إذا كان يُحتمل أن يترتّب على نظرهم ثوران الشهوة، وذلك على الأحوط لزوماً.
وأما إذا كان في المجلس أولادٌ بالغون، فلا يجوز كشف ما يجب ستره أمامهم مطلقًا، ولا يحلّ لكِ نزع العباءة أو ارتداء ما لا يُحقّق الستر الشرعي الكامل.
وفي الوقت نفسه، يا بنيّتي، فإنّ صلة الرحم واجبة، والإحسان إلى خالتك وأهلك من أعظم القُربات. فإن استطعتِ الجمع بين التمسّك بالحقّ وبرّهم، فذلك من كمال الدين والخلق. وإن لم يمكن الجمع، فليكن اعتذارك رقيقًا، وكلامك ليّنًا مهذّبًا لا يُشعرهم بنفوركِ منهم، بل بيّني لهم أنّكِ إنما تبتعدين عن المنكر، لا عنهم، وأنّكِ تحبّين الخير لهم، وترجين من الله أن يهيّئ لكِ ولهم مجلسًا طاهرًا خاليًا من معصيته.
وإن اضطُررتِ للحضور، فكما ذُكر أعلاه في حكم الغناء، فعليكِ الابتعاد من الحرام قدر الإمكان، بما يحفظ لكِ دينكِ وحياءكِ
ونصيحتي لكِ، أن تُخبري والدتكِ وخالتكِ أنكِ تتمنّين حضور الأفراح والمناسبات، لكن على وجهٍ لا يُخالف رضا الله، فإن طاعة الله أولى، ولا خير في فرحٍ يُغضب الرحمن، واعملي على التأثير فيهنّ بلطف، لعلّ الله يجعل هدايته على يديك، وتكونين سببًا في تطهير المجالس من المعصية.
واعلمي يا ابنتي، أنّ من ترك شيئًا لله، عوّضه الله خيرًا منه، وأنّ الله لا يُضيع عبده إذا صدق في طاعته.
أسأل الله أن يُثبّتكِ على طاعته، ويجعل حُسنَ الدين والحياء زينتكِ، وأن يُيسّر لكِ الخير حيثما كنتِ، ويجعلكِ من الهادين المهتدين، لا من الضالين ولا المضلين.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.