أنا في الصف الرابع اعدادي ولدي عطله وضوجه وخنگه واگضيها معاصي وذنوب اتوب الصبح ارجع بالليل اتوب باليل واگول بعد ما اعصي الله وارجع واسمع خطباء يقولون ارجعوا إلى الله مهما اذنبت ولكن عندما اريد التوبة احس بداخلي اكو أحد يقول الله ما راح يقبل توبتك أو أنت راح ترجعين للذنب أو أنا اقشمر على روحي فگلت بعد ما اتوب وانتحر احسن الي ماذا أفعل اريد الرجوع الى الله رجوع صادق وهل إذا ارجع إلى الله راح يقبلني واذا رجعت للذنب واستغفرت وگلت بعد ما ارجع ورجعت هل الله يقبلني ارجو الرد بأسرع وقت
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي العزيزة، اعلمي بأن ما تشعرين به من ضيق وهمّ ووساوس بعد الذنب أمر يمرّ به كثير من الشباب والفتيات، خاصة في مثل سنّك. وهذه المشاعر ليست غريبة، بل هي محاولات من الشيطان لإبعادك عن رحمة الله، ولزرع اليأس في قلبك. لكن اعلمي أن الله تعالى أرحم بك من نفسك، وأنه فتح باب التوبة على مصراعيه لكل من أخطأ مهما عظُم ذنبه.
يقول الله عزّ وجل في كتابه الكريم:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر: 53).
هذا نداء من الله عزّ وجل لعباده الذين أكثروا من الذنوب، ألا ييأسوا من رحمته، وأن يعودوا إليه مهما بلغت معاصيهم.
التوبة ليست لمن لا يذنب فقط، بل هي طريق جميع المؤمنين. والله سبحانه يحبّ التوابين، ويمنحهم فرصاً متكرّرة للرجوع إليه. إذا وقعتِ في الذنب ثم تبتِ، ثم عدتِ إليه وضعفتِ مرة أخرى، فارجعي وتوبي من جديد، والله يقبلك ما دمتِ نادمة صادقة في توبتك.
وقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: "ما من عبدٍ مؤمنٍ إلا وفي قلبه نوران: نورُ خيفة، ونورُ رجاء، لو وُزن هذا لم يزد على هذا، ولو وُزن هذا لم يزد على هذا. وإن المؤمن يرجو ربه حتى كأنه من أهل الجنة، ويخاف الله حتى كأنه من أهل النار، وإن المؤمن لا يصبح ولا يمسي إلا وهو بين مخافتين: ذنبٌ قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجلٌ قد بقي لا يدري ما يصيبه فيه".
(الكافي، ج2، ص67)
وهذا يدل على أن التوبة مكررة مقبولة، ما دام العبد يندم ويعود. فلا تدعي الشيطان يقنعك بأنك تخدعين نفسك أو أن الله لن يقبلك. بل ثقي برحمة الله، وكوني على يقين أن كل رجعة صادقة إليه محبوبة عنده.
أما فكرة الانتحار، فهي ليست حلاً، بل معصية عظيمة ومحرمه وخطيرة جداً. حياتك أمانة عندك، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها. ما تمرين به من ضيق أو حزن هو ابتلاء مؤقت، وسيمضي بإذن الله. الحياة لا تزال أمامك، وأملك بالله عظيم، فقط اصبري واعملي على تحسين نفسك، وثقي أن الخير قادم.
إليك بعض النصائح العملية:
حافظي على صلاتك وخصوصاً بأول وقتها، فهي نور وراحة.
اجتهدي في قراءة القرآن يومياً ولو بآيات قليلة.
اشغلي وقت فراغك بأنشطة مفيدة: مطالعة، رياضة، تعلم مهارة.
ابتعدي عن الصحبة السيئة، وكوني مع من يعينك على طاعة الله.
إذا زللتِ، لا تجلسي في الحزن، بل قومي فوراً واستغفري وابدئي من جديد.
تذكّري: التوبة ليست لمرّة واحدة، بل هي طريق دائم لكل مؤمن. والله يفرح بكِ كلما عدتِ إليه.
نسأل الله تعالى أن يثبّتك، ويشرح صدرك، ويجعلك من التائبين المقبولين.
ولا تترددي في الرجوع إلى الله، فبابه لا يُغلق أبداً.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.