وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ولدي العزيز، وردت الرواية في كتاب (الكافي)، جزء (٦)، صفحة (١٣ - ١٥).
متن الرواية هو: (… عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن الله (عز وجل) إذا أراد أن يخلق النطفة التي أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع، وأوحى إلى الرحم أن افتحي بابك حتى يلج فيك خلقي وقضائي النافذ وقدري، فتفتح الرحم بابها فتصل النطفة إلى الرحم فتردد فيه أربعين يوما، ثم تصير علقة أربعين يوما، ثم تصير مضغة أربعين يوما، ثم تصير لحما تجري فيه عروق مشتبكة، ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء يقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم، وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فينفخان فيها روح الحياة والبقاء، ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح، وجميع ما في البطن بإذن الله تعالى. ثم يوحي الله إلى الملكين: اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري واشترطا لي البداء في ما تكتبان فيقولان: يا رب ما نكتب؟
قال: فيوحي الله (عز وجل) إليهما أن ارفعا رؤوسكما إلى رأس أمه، فيرفعان رؤوسهما فإذا اللوح يقرع جبهة أمه، فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته ورؤيته وأجله وميثاقه شقيا أو سعيدا وجميع شأنه. قال: فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح، ويشترطان البداء في ما يكتبان، ثم يختمان الكتاب ويجعلانه بين عينيه، ثم يقيمانه قائما في بطن أمه.
قال: فربما عتا فانقلب، ولا يكون ذلك إلا في كل عات أو مارد: فإذا بلغ أوان خروج الولد تاما أو غير تام أوحى الله عز وجل إلى الرحم أن افتحي بابك حتى يخرج خلقي إلى أرضي وينفذ فيه أمري فقد بلغ أوان خروجه.
قال: فيفتح الرحم باب الولد فيبعث الله (عز وجل) إليه ملكا يقال له "زاجر" فيزجره زجرة فيفزع منها الولد، فينقلب فيصير رجلاه فوق رأسه ورأسه في أسفل البطن ليسهل الله على المرأة وعلى الولد الخروج.
قال: فإذا احتبس زجره الملك زجرة أخرى فيفزع منها فيسقط الولد إلى الأرض باكيا فزعا من الزجرة»).
والظاهر من عبارة: ((واشترطا لي البداء في ما تكتبان))، هو أنّه يكون بعلم الله تعالى هناك تغيير المصير والمقدّر بالأعمال الصالحة والطالحة، وتأثيرها فيما قدّر الله تعالى من التقدير المشترط، قال تعالى: {ثمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مسَمّىً عنْدَه} فبيَّن أن الآجال على ضربين، وضربٌ منهما مشترط يصح فيه الزيادة والنقصان وقال أيضاً: {وَمَا يعَمَّر منْ معَمَّر وَلا ينْقَص منْ عمره الاّ في كتَاب}.
واعتقاد الإماميه تبعاً لنصوص الكتاب والسنة على أنه سبحانه عالم بالأشياء والحوادث كلها؛ غابرها وحاضرها ومستقبلها، كليها وجزئيّها، وقد أوضح الإمام الصادق (عليه السلام) أمر البداء بقوله: «فكل أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه، ليس شيء يبدو له إلاّ وقد كان في علمه، إن الله لا يبدو له من جهل» (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٤، ص١٢١).
ودمتم موفقين.