زوجي دائما يطلعني غلطانه حتى لو مو غلطانه ونادراً ما يوكف وياي صرت اضوج منه واني بفترة امتحانات و ضغط و اهله ماعدهم احساس واذا سوو شي يسوون ويه منيه عليه عبالك ما اعرف شنو و حيل عدهم اشياء وصخه يسووها و اشياء اتعجب لانو عد اهلي ماكو هيجي بنتي تعلمت تغلط غلطات كبار و تسوي اشياء غلط بسببهم و كلش متاذيه ما مرتاحه حماتي ما تساعدني و اني ما كمت احاجيها لانو ماعدها احساس ابد تشوف امها تعبانه ولا كانمه بس كلام احب امي و ما اريد امي تتعب بس بالحقيقه ما تساعد ولا تسوي شي ابد ما مرتاحه حتى حمام ما عندي؟!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، أفهم حجم الضغط والحزن الذي تعيشينه بسبب الظروف الصعبة مع زوجكِ وأهله، وخاصة وأنتِ في فترة إمتحانات وتحتاجين للهدوء والدعم، ومن حقكِ أن تشعري بالأمان والراحة في بيتكِ، ومن مسؤولية زوجكِ أن يقف إلى جانبكِ ويدعمكِ، كما قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: ۱۹).
وليس من العدل أن يلومكِ زوجكِ دائماً أو يجعلكِ تشعرين بالدونية.
نعم يبقى الصبر على أذى الزوج فيه الأجر والثواب الجزيل، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «مَن صَبَرَت عَلى سوءِ خُلُقِ زَوجِها؛ أعطاها مِثلَ ثَوابِ آسِيَةَ بِنتِ مُزاحِمٍ ... المزید» فآسيا لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا: بعبادتها، وإيمانها بالله (عز وجل)، وأيضاً بصبرها على أذى زوج كفرعون.
لذا، كانت تدعو ربها قائلة: ﴿وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ﴾ فالمرأة التي تصبر على سوء خلق زوجها؛ لها الأجر، زيكفي أن تكون هذه المرأة في منطقة بالجنة، وهذه المنطقة فيها نساء العالم الأربع: آسيا، ومريم، وفاطمة الزهراء، وأمها خديجة؛ ألا يكفي هذا فخراً!
أما ما يخص أهل زوجكِ، فحاولي أن تتجاهلي التصرفات السلبية بقدر المستطاع، وركّزي على علاقتكِ مع زوجكِ وأطفالكِ، ولا تسمحي للضغوط أن تجعلكِ تفقدين إحترامكِ لنفسكِ أو تدفعكِ للخطأ في التعامل، واجتهدي أن تكوني لطيفة وحكيمة في رد فعلكِ، وأن تتجنّبي الخلافات معهم قدر الإمكان، مع الحفاظ على كرامتكِ وحدودكِ الشرعية والأخلاقية.
وبالنسبة لتأثّر ابنتكِ بتصرفاتهم، فحاولي أن تقوي علاقتها بكِ وتوجهيها وتقدمي لها الحنان والنصح، وأنت القدوة الأولى لها، وإذا لاحظتِ عليها أخطاء، كلميها بهدوء واشرحي لها الصواب والخطأ مع المحبة والرحمة.
وإذا شعرتِ أن الضغط يفوق قدرتكِ وأنكِ فعلاً متعبة جداً، جربي أن تتحدثي مع زوجك بهدوء بعيداً عن التوتر، واشرحي له ما يؤذيك وما تحتاجين إليه من دعم وخصوصية، وأنك تحتاجين الراحة كي تتمكني من الاعتناء بنفسك وأسرتكِ، وأما ما يخص عدم وجود حمام خاص أو وسائل الراحة الأساسية، فهذه مسائل يجب أن يضعها زوجكِ بمسؤولية ضمن أولوياته لرعاية وإستقرار عائلته.
أوصيكِ بالدعاء والصبر، والثبات على قيمكِ وأخلاقكِ مهما كانت تصرفات الآخرين.
أسأل الله تعالى أن يفرّج همكِ ويهدّيء بالكِ ويصلح لك الحال بحق النبي الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين.