السلام عليكم
مولاي انا شاب عمري 16 سنة
أمي إمرأة محتشمة و مستورة ولكن هنالك مشكلة فيها تؤذيني
وهي تهاونها المفرط في اظهار الزينة و تهاونها في الحجاب أيضا
مثال: اقول لها هنالك عمال بناء في البيت المجاور فتضع اي شيء يستر شعرها وتخرج دون عباءة تسترها
أو ترتدي العباءة و الحجاب وتضع مكياج و تخرج و يراها الناس و هذا يمسني و يؤلمني كثيرًا
و صرت اخاف ان يسلبني الله الغيرة على عِرضي فأصبح ديوث! و العياذ بالله رب العالمين
فليس لدي سلطان عليها مثل زوجتي او ابنتي حتى امنعها
أفيدوني افادكم الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابني الكريم، شعورك بالغيرة على والدتك أمر محمود في الشرع، بل هو من علامات الإيمان وصحة الفطرة، وإعلم أن الحجاب وعفاف المرأة من أوامر الله سبحانه وتعالى، وقد أمر الله المؤمنات بالحجاب والستر في القرآن الكريم: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... المزید وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا» (النور:31). ومن واجب المرأة المؤمنة أن تمتثل لهذه الأوامر بجدية، ولا تتهاون في الحجاب وإظهار الزينة لغير المحارم.
لكن تذكّر أن أمك في سن النضج وهي أعلم بأفعالها، ويجب أن تحاورها باحترام ورفق دون إهانة أو شدة، إختَر وقتاً مناسباً، لكي تأمرها بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحدث إليها بهدوء عن مشاعرك وألمك مما تفعله، وبيّن لها أن غيرتك بسبب حبك وخوفك عليها وعلى سمعة العائلة، وليس تدخلاً في خصوصيتها، وأحياناً تحتاج الأمهات إلى تذكير لطيف من أبنائهن، وهذا الحوار قد يجعلها تتنبه لأهمية الأمر.
لا تخَف من أن تُسلب منك الغيرة، فمادمت تؤدي ما عليك من النصح وعدم الرضا بالمنكر في حدود قدرتك، فأنت غير ملام أمام الله تعالى، فقد قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.» أنت في مرحلة لا سلطة لك عليها، ولكن بإمكانك النصح والكلمة الطيبة والدعاء، فأكثر الدعاء لوالدتك بالهداية والثبات، عسى الله أن يلين قلبها ويعينك على برّها.
ثبتك الله على العفة والغيرة المحمودة وشرح صدر والدتك للحق، بحق النبي الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين.