logo-img
السیاسات و الشروط
( 21 سنة ) - العراق
منذ شهر

مشاعر الضيق عند سماع القرآن

عند سماعي للقرآن لا اتحمل أشعر بضيق أشعر بوجع بالرأس اشعر بضيق لا ينحمل ف امرر المقطع لكي لا أسمعه علمآ انني كنت من محبين سماع القرآن وكان يجلب لي الراحه والطمئنينه ما تفسير ذالك اريد حل رجاءا فهذه يعذبني


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق "المجيب". ابنتي الفاضلة، نسأل الله أن يملأ قلبكِ أمنًا وإيمانًا، ويشرح صدركِ، ونتحدث هنا بشكل عام لنوضح بعض الجوانب المهمة. إن شعوركِ بالضيق وألم في الرأس ونفور عند سماع القرآن، رغم أنكِ كنتِ من محبي سماعه وكان يجلب لكِ الراحة والطمأنينة، أمر مؤلم ومقلق بلا شك. قد يكون ذلك نتيجة ما يُعرف بـ"الآثار الوضعية" للذنوب، أو حتى المكروهات التي تُرتكب دون إدراك لآثارها. فالذنوب لا تقتصر آثارها على العقوبة الأخروية، بل لها تبعات دنيوية تؤثر على النفس والقلب، كالضيق في الصدر أو قسوة القلب. وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطففين: 14]. أي أن الذنوب تتراكم على القلب حتى تُغطيه بغشاءٍ يحجب نور الهداية، فيصبح الإنسان في حالة نفور من ذكر الله وسماع كلامه، والعياذ بالله. حتى الغفلة، وإن لم تكن من الكبائر، قد تترك أثرًا سلبيًا على الروح. فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في وصيته لأحد أصحابه: "إياك والغفلة، فإن فيها تكون قساوة القلب". فالغفلة المستمرة قد تُسبب جمودًا في القلب، فيقل تأثره بالقرآن أو مواعظ أهل البيت (عليهم السلام)، وإذا تراكمت، قد تؤدي إلى تحجر القلب تدريجيًا. لكن – ولله الحمد – هذه الحالة ليست نهاية المطاف. فقد فتح الله باب التوبة والرجوع إليه، ووعد بالطمأنينة لمن أقبل عليه بصدق، كما قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. ننصحكِ ببعض الخطوات العملية: ١- الاستغفار اليومي، ولو عشر مرات صباحًا ومساءً. ٢- الابتعاد عن الذنوب وكذلك الابتعاد عن المكروهات قدر الإمكان. ٣- الإكثار من الأدعية المأثورة، كدعاء كميل أو دعاء أبي حمزة الثمالي. ٤- الاستماع إلى القرآن في أوقات صفاء النفس، ليعود إليكِ الأنس والطمأنينة تدريجيًا. نسأل الله أن يرزقكِ سكينة القلب ونور الهداية، وأن يوفقكِ ويسدد خطاكِ. ودمتم سالمين.