logo-img
السیاسات و الشروط
فاطمة ( 20 سنة ) - السعودية
منذ شهرين

البحث عن الصبر في مواجهة الضيق والحنين

تحية طيبه من بداية الدراسة بالجامعة و انا كل يوم اصير اسوء البعد عن اهلي و اشياء كثير حصلت احس مو قادرة اتحمل الغربة و البعد مع ان كل اسبوع ارجع لكن ما اكون مرتاحة لما ارجع طول الوقت ابكي وما اقدر اسيطر على نفسي او اهدأ لكن في نفس الوقت ما ابغا احول للجامعة الي قريبه من اهلي في شي يخليني اكمل هنا يقول احساسي ان اصبر و اتحمل لكن في نفس الوقت مو قادرة اتحمل ماعندي طاقة اكمل و احس السنين تضيع حياتي قاعدة تضيع في دعاء يصبرني ؟ دايم احس بضيق شديد و دموعي ماتوقف اوقات ما اقدر حتى آخذ نفس ولا ابغا اشكي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، كان الله تعالى بعونك مما تعانين منه، وفعلاً بأن الغربة عن الأهل خاصة في بداية الحياة الجامعية، ليست أمرًا سهلاً. كما أن الانتقال من بيئة الأمان والدعم إلى عالم جديد مليء بالتحديات، قد يترك أثرًا عميقًا في النفس. وما تشعرين به من حزن وضيق وبكاء متكرر، ليس ضعفًا كما قد تظنين، بل هو انعكاس لحسّك المرهف ومشاعرك الصادقة. وهذا يحدث لدى الكثير في بداية الأمر. ابنتي، إن طلب العلم من أجلّ الثقافة وخدمة الآخرين قد عظّمه أهل البيت (عليهم السلام) فعن مولانا الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: «كفى بالعلم شرفًا أن يدّعيه من لا يحسنه، ويفرح إذا نُسب إليه، وكفى بالجهل ذمًّا أن يتبرّأ منه من هو فيه» (نهج البلاغة، الحكمة رقم ٩٢) . واعلمي - ابنتي - أن ما تمرين به من تعب وصبر لا يضيع عند الله سبحانه وتعالى، بل هو في ميزان حسناتك. يقول الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: ١٥٥). وفي آية أخرى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: ١٥٣). بل إن أجر الصابرين عظيم عند الله سبحانه حيث يقول: { ... المزید إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: ١٠). لكن مع هذا، من المهم ألا تجهدي نفسك فوق طاقتها، والتوازن مطلوب، والرحمة بالنفس جزء من الصبر. كوني حريصة على أن تجدي لنفسك أوقاتًا للراحة، وحاولي التقرب من صديقات طيبات يشدّدن أزرك ويخففن عنكِ الغربة، ويذكرنكِ بالله تعالى. وإذا شعرتِ بالضيق، فالتزمي ذكر الله، كما ورد عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: «إذا حزنك أمر فقل: اللهم إني لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، اللهم إنك أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين» (الكافي، الشيخ الكليني، ج٢، ص٥٤٨) . ولا تترددي في الحديث مع من تثقين به من أهلك حين تثقل عليكِ المشاعر، فالتعبير عن الألم ليس شكوى بل تنفيس مشروع. وتذكري دائمًا أن هذه المرحلة، مهما بدت ثقيلة، ستمضي، وما بعدها سيكون أيسر بإذن الله. ابنتي، خذي الأمور خطوة بخطوة، واطمئني، فأنتِ لستِ وحدكِ، فالله معكِ، يسمع دعاءكِ، ويرى صبركِ، وسيفتح لكِ من حيث لا تحتسبين، ودمتم في رعاية الله وحفظه.