logo-img
السیاسات و الشروط
( 20 سنة ) - العراق
منذ شهر

تفاصيل الحياة في الجنة

السلام عليكم هل من الممكن اعادة الحياة هذه بكامل تفاصيلها مع الفتاة التي احببتها سرا في داخل نفسي لاستحالة ان اكون معها ، في الجنة اي كالحلم في غضون دقائق ساعات تعيش وقتا اطول بكثير اذ ينطوي مفهوم الوقت الدنيوي في عالم الاحلام هل من الممكن ذلك في الجنة، للتوضيح ليس ان اكون معها في الجنة كي تقولو هي لزوجها وهكذا كلا بل ان اعيد هذه الحياة بتفاصيلها معها كالحلم هل تندرج تحت قوله تعالى ولهم فيها مايشتهون ام لا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي رعاكم الله، من حيث وعد الله تعالى نعم، الله عز وجل قال في كتابه الكريم:((لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ)) [ق:35]، فإنّه‌ ((لَدَيْنا مَزِيدٌ))من النعم التي لم تخطر ببال أحد، ‏و لا يمكن أن يتصوّر تعبير أبلغ من هذا التعبير و أوقع منه في النفس، إذ يقول القرآن أوّلا: لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها علی سعة معنی العبارة و ما تحمله من مفهوم إذ لا استثناء فيها، ثمّ يضاف عليها المزيد من قبل اللّه ما لم يخطر بقلب أحد، حيث أنّ اللّه الذي أنعم علی المتّقين فشملهم بألطافه الخاصّة و هم يتنعمّون فيها، و هكذا فإنّ نعم الجنّة و مواهبها ذات أبعاد واسعة لا يمكن أن توصف بأيّ بيان. وقال:نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ. [فصلت:31]. فهذه الآيات تدل بوضوح أن الجنة دار تحقيق الأماني، وكل ما تشتهيه النفس المؤمنة يتحقق فيها، بل ويُزاد عليه بما لا يخطر على البال، ومن هذا الباب، لا يُستبعد أن تتحقق حتى مثل هذه الأمنية الخاصة. لكن ينبغي أن نفهم طبيعة الجنة وقوانينها، إذ الجنة ليست نسخة من الدنيا، بل هي عالم أعلى، تنجلي فيه الحجب، ويظهر فيه كل شيء على حقيقته، فالحب في الجنة حبٌ كامل، لا تشوبه الأوهام ولا الحجب، ولا يوجد فيها تعلق مبني على نقص، أو شوق ناشئ من حرمان، بل الحب فيها مرتبط بالله، ومنبثق من الكمال، وليس من الاحتياج كما في الدنيا، وبدلاً من أن تتعلق بتكرار تجربة دنيوية، سل الله تعالى أن يملأ قلبك بحب كامل في الجنة، حبٌ يغنيك ويُشبعك حتى لا يبقى فيك حرمان ولا شوق ناقص، حبٌ ترى فيه كل من أحببتهم بطريقة أسمى وأجمل، فتذوق الحب الحقيقي الذي هو حب الله، ومن خلاله تحب الخلق بنور صافٍ. فالهدف الأعلى: ليس أن تعيد الدنيا كما كانت، بل أن تُشفى نفسك من آلامها، وتُسقى بحب لا نهاية له، وهذا هو الحب الذي يُقال فيه: (مايَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ) والمزيد هو ما فوق ما تتخيله.