logo-img
السیاسات و الشروط
عبدالاله العيسى ( 19 سنة ) - السعودية
منذ شهر

دراسة شاملة عن أنبياء بني إسرائيل وأسفارهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اريد من سادتكم ان اعرف كثيرا عن انبياء بني إسرائيل خصوصا الذي ذكرو في التوراة (كإشعياء مثلا) ونسبة صحة كتبهم وقصصهم بشكل عام. عندي كم نقطة اخرى ايضا: ١- هل نبوءة اشعياء في كتابه صحيحة؟ ٢- هل قصة هوشع صحيحة (انهو تزوج زانية)؟ ٣- نسبة هذه الكتب لهاذه الانبياء بشكل عام ٤- هل قرائة اسفار الانبياء لالمعرفه فقط جائز؟ ٥- اريد معرفة قصة حياتهم بشكل عام (وان كانت غير صحيحة). -اريد اجابه مفصله تفصيلا دقيق- وشكرا لخدمتكم.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب من هم أنبياء بني إسرائيل الذين ذُكروا في التوراة؟ أنبياء بني إسرائيل المذكورون في التوراة (وبالأخص في القسم المسمى "الأنبياء" أو "النبييم" حسب التقسيم اليهودي) هم: أنبياء كبار (الأنبياء الكُتبيون): إشعياء (أشعيا) – إشعياء إرميا – سفر إرميا حزقيال – سفر حزقيال دانيال (موجود في كتبهم لكن مختلف عليه من حيث النبوة) – سفر دانيال أنبياء صغار (12 نبيًا): مثل: هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجّي، زكريا، ملاخي. وهؤلاء يسمونهم "أنبياء" لأنهم كتبوا أسفارًا أو نُسبت إليهم كتب، ولكن لا يُشترط أن كل ما في هذه الأسفار موحى به. هل نبوءة إشعياء صحيحة؟ نحن نؤمن أن هناك أنبياء من بني إسرائيل بعثهم الله، لكن الكتب التي بين أيديهم اليوم (كالتوراة وأسفار الأنبياء) ليست محفوظة، بل فيها تحريف وكلام الله ممزوج بكلام البشر. إشعياء في الكتاب المقدس: إشعياء نبي عظيم عاش في القرن 8 قبل الميلاد. يُنسب إليه سفر "إشعياء" المكوّن من 66 إصحاحًا. فيه نبوءات عظيمة، بعضها يتعلق بالعودة من السبي، وبعضها فهمه اليهود على أنه عن "المسيح المنتظر"، وفهمه المسيحيون على أنه عن "المسيح يسوع"، مثل: إشعياء 53. هل نبوءته صحيحة؟ بعض المعاني الأخلاقية فيه صحيحة، وتظهر سمو النبوة. لكن فيه تشويهات أو إضافات بشرية، ومن أمثلتها: تصوير الله بصفات بشرية. وصف عقوبات شديدة على الأمم بطريقة مبالغ فيها. خلاصة: نبوءة إشعياء قد تحتوي على كلام نبي حقيقي، لكن الكتاب الذي نُسب إليه غير محفوظ بالكامل، وخلطه الناس بأهوائهم وتفسيراتهم، كما قال الله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}(النساء: 46). هل قصة هوشع (أنه تزوج زانية) صحيحة؟ القصة كما وردت في سفر هوشع: في الإصحاح الأول: "قال الرب لهوشع: اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى ... المزید" (هوشع 1:2) في الإصحاح الثالث، يأمره الرب أن يحب امرأة زانية ويشتريها بالفضة. والبعض قال إنها حدثت فعلاً. في النظرة الإسلامية: الأنبياء معصومون عن الفواحش والمخازي، ولا يمكن أن يُؤمر نبي بالزواج من زانية. إذًا القصة هذه باطلة شرعًا، حتى لو قُصِدت بها رمزية. نسبة هذه الكتب إلى الأنبياء الحقيقة التاريخية والعلمية: أغلب الأسفار لم تُكتب بأيدي الأنبياء أنفسهم. الكتبة جمعوها بعد وفاة الأنبياء بسنين، وأحيانًا قرون، وكتبوها بلسانهم. حتى إشعياء، يعتقد بعض العلماء أن السفر كُتب على مرحلتين (إشعياء الأول والإشعياء الثاني) وليس من تأليف شخص واحد. خلاصة: النسبة ليست مؤكدة علميًا ولا دينيًا، بل هي ظنية. وهذا ينطبق على أغلب أسفار التوراة و"العهد القديم". هل يجوز قراءة هذه الأسفار للمعرفة فقط؟ قراءة أسفار الأنبياء للمعرفة فقط لا بأس به. ولكن لابد أن يكون القارئ على وعي بأن فيها تحريفًا. وأن يقرأها بنية الاستفادة التاريخية أو المقارنة وليس التلقي العقائدي. قصة حياة الأنبياء الذين كُتبت عنهم هذه الأسفار (حتى لو كانت غير دقيقة): إشعياء: نبي في مملكة يهوذا. دعا للتوحيد ورفض الوثنية. حذّر من الغزو الأشوري، وبشّر بالفرج الإلهي. نبوءاته فيها تصوير روحي سامٍ (مثل إشعياء 40-55). إرميا: نبي الحزن، شهد سقوط أورشليم على يد البابليين. وبّخ الملوك والكهنة الفاسدين. تعرض للسجن والضرب. سفره فيه نواح، وتسمى "مراثي إرميا". حزقيال: نبي في فترة السبي البابلي. رأى رؤى كثيرة رمزية. سفره يحتوي على رؤى معقدة وغريبة (مثل العجلات الكثيرة العيون). دانيال: عاش في بابل، رفض عبادة الأوثان. رُمي في جب الأسود فنجاه الله. سفره يحتوي على رؤى نهاية العالم، ويُعد نبوءيًا عند المسيحيين. هوشع: دعا قومه إلى الرجوع إلى الله. وُصف بأنه تزوّج زانية كرمز لخيانة بني إسرائيل. يحتوي سفره على نداءات للرحمة الإلهية. نعم، كثير من هؤلاء الأنبياء كانوا حقيقيين، والقرآن يشير إليهم مجملًا. لكن الكتب المنسوبة إليهم لم تُحفَظ من التحريف، وبعض ما فيها يناقض مقام النبوة. ودمتم في رعاية الله وحفظه.