معاناة الزواج في سن مبكرة

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب أبنتي الكريمة، أتفهم معاناتك النفسية بسبب زواجك المبكر والتحديات التي تواجهينها في حياتك الزوجية. أود أن أطمئنكِ بأن الله يرى صبرك وإحسانك، وقد قال في كتابه العزيز: “إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” (يوسف: 90). الصبر والتقوى هما طريق الفرج، ونسأل الله أن يجازيكِ خير الجزاء على تحملك وصبرك. لا يجوز الدعاء على والدتك، حتى لو شعرتِ أنها أخطأت في اختيار زوجك، لأنها تصرفت وفق معرفتها وظروفها. قال تعالى: “لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ” (النساء: 148). بدلاً من ذلك، حاولي التركيز على ما يمكن إصلاحه في حياتك الزوجية بنظرة إيجابية. كل إنسان لديه عيوب، ولا يوجد زوج أو زوجة خالٍ من السلبيات. إذا كانت المشكلات بينك وبين زوجك يمكن حلها بالحوار والتفاهم، فهذا هو السبيل الأفضل. حاولي مناقشته بهدوء للوصول إلى حلول مشتركة. أما إذا كانت المشكلات خطيرة تجعل الحياة مستحيلة، فعلى سبيل المثال الإدمان على المخدرات مصحوبًا بعدم الإنفاق أو الضرب الشديد الذي يصل إلى حد الإيذاء البدني البالغ، أو الإدمان على شرب الخمر مع العنف الشديد كالضرب بالسكين الذي يعرض حياتك للخطر، ففي هذه الحالات للزوجة الحق في طلب الطلاق. أنصحكِ، يا أبنتي، أن توضحي المشكلة الأساسية التي تواجهينها مع زوجك بشكل مفصل، حتى نتمكن من مساعدتكِ في إيجاد حل مناسب. نسأل الله لكِ التوفيق والسداد، وأن يفرج همك وييسر أمرك. دمتم سالمين.