السلام عليكم عندي صديقة منافقة تنقل اخباري وقبل فترة نقلت كلام عني لو علم به احد لصارت خلافات وانا اشك بصديقتين كيف لي أن اميز الخبيثة منهم، اريد عمل او دعاء لكشف المنافقين وابعادهم، وهل يجوز ان ادعو عليها ب ادعية العدو وسهام الليل وانا لا اعرف من هي؟
ارجوكم ساعدوني بعمل او دعاء او اية فأنا لا انان ولا ارتاح من القلق..
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلًا وسهلًا بكم في تطبيقكم المجيب.
يا ابنتي العزيزة، اعلمي أن الأصل في الصداقة أن تكون مع الصادقين المأمونين، كما قال الله تعالى: "الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌ إلا المتقين" [الزخرف: 67].
فالرفقة الصالحة نعمة، أما من لا يُؤتمن على السر أو ينقل الكلام ويثير الفتن، فأبتعدي عنه.
أولًا: كيف نميز المنافق؟
ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وهذه العلامات لا تظهر إلا بالمعاشرة الطويلة، ولا نملك وسيلة فورية لكشف النوايا، ولكن الحكمة والتجربة تُعين الإنسان على تمييز الصالح من غيره.
ثانيًا: كيف أتعامل مع من أشك فيه؟
لا تبني أحكامك على الشك وحده، فالله تعالى قال: "إن بعض الظن إثم" [الحجرات: 12].
ولكن في الوقت نفسه، كوني حذرة، واحتفظي بأسرارك، حتى مع من تحبين. فالصديق قد يتغير، والقريب قد يخذل.
عاملي الجميع بالحسنى، لكن لا تُلقي إليهم مفاتيح قلبك وسرك.
ثالثًا: الدعاء المشروع في مثل حالك:
يجوز لك أن تدعي دعاءً عامًا دون تحديد شخص بعينه، خاصة إذا لم تعلمي من هي التي نقلت الكلام. ومن الأدعية النافعة في هذا المقام: "اللهم من أرادنا بسوءٍ فاردده عليه، ومن كادنا فكده، اللهم إني أعوذ بك من فسقة العرب والعجم، ومن شر كل ذي شر، إنك على كل شيء قدير."
وهذا الدعاء جامع، مأثور في مضامينه، وله أثر في دفع البلاء والمكائد.
رابعًا: عملٌ نافع لدفع الشرور:
من الأعمال المجربة في دفع شرور الحساد والمنافقين وعموم السوء، قراءة السور الأربع المعروفة بـ"القلاقل":
سورة الكافرون.
سورة الإخلاص (قل هو الله أحد).
سورة الفلق.
سورة الناس.
اقرئيها صباحًا ومساءً، مع النية الخالصة أن يحفظك الله من شر من في قلبه مرض، فإن فيها أمانًا وحرزًا من كل شر، وهي مما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يتعوذ بهن كل ليلة.
وأخيرًا:
ثقي أن من يتقِ الله يُكفَ شرّ الناس، ويجعل الله له مخرجًا.
قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسرًا" [الطلاق: 4].
دعاؤنا لكِ بالحفظ والتوفيق والطمأنينة، وأن يبدلك الله صديقات صالحات مخلصات ودمتم سالمين.