logo-img
السیاسات و الشروط
مسلم ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهر

التأمل والتركيز على التنفس

السلام عليكم، ما حكم التأمل المقتصر فقط على التركيز على التنفس؟ وهل هناك طريقة افضل، واتمنى شرحها.


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته،ض أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم "المجيب". حكم التأمّل المقتصر على التركيز على التنفّس: التأمّل المحدود بالتركيز على التنفّس، دون ارتباط بعقائد أو ممارسات مخالفة للإسلام، يُعتبر مباحًا شرعًا، بشرط أن يكون الهدف منه تحسين التركيز، تهدئة النفس، أو تحقيق الاسترخاء. ويُشبه هذا التمرين تمارين التنفّس العميق أو الاسترخاء الجسدي، وهو جائز إذا كان وسيلة لتحقيق فائدة نفسية أو صحية. لكن، يجب الحذر من الأمور التالية: ١- ارتباط التأمل بممارسات دينية أو فلسفية تخالف الإسلام، كأنواع من اليوغا أو البوذية التي قد تحمل عقائد شركية. ٢- إهمال الواجبات الشرعية، كالصلاة أو الذكر، بسبب الانشغال بالتأمل. ٣- تحوّله إلى حالة تشبه الممارسات الصوفية غير المشروعة، والتي تعتمد على الخلوة التامة أو الانقطاع عن الواقع. فإذا كان التأمل تقنيةً محايدة لتهدئة النفس، فلا حرج فيه، خاصة مع وجود دراسات علمية تؤكد فوائده في تقليل التوتر وزيادة الانتباه. هل هناك طريقة أفضل؟ نعم، الإسلام يقدم بدائل روحية وعملية تتفوق على التأمل العادي، لأنها تربط العبد بربّه، وتحقق السكينة النفسية والروحية معًا، ومنها: 1. الذكر والتسبيح: الذكر، مثل: "سبحان الله"، "الحمد لله"، "لا إله إلا الله"، يهدّئ القلب ويصفّي الذهن. قال الله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (الرعد: 28). الطريقة: ١- اجلس في مكان هادئ، وكرر أذكارًا معينة بتركيز، كتسبيح الزهراء (عليها السلام): 33 "سبحان الله"، 33 "الحمد لله"، 34 "الله أكبر". ٢- ركّز على معاني الكلمات، وتنفس بعمق أثناء الذكر. ٣- استخدم السبحة إن شئت لتتبع العدد، مع حضور القلب. 2. التفكر في خلق الله: التفكر في آيات الله الكونية يعزز الإيمان، ويهدئ النفس، ويوقظ العقل. قال تعالى: "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" (آل عمران: 190). وروي عن الإمام الحسن (عليه السلام): "أوصيكم بتقوى الله وإدامة التفكر، فإن التفكر أبو كل خير وأمه". الطريقة: ١- اختر مكانًا هادئًا كالبحر، أو الحديقة، أو حتى غرفتك. ٢- تأمل في خلق الله، كالسماء، النجوم، أو دقة جسم الإنسان. ٣- كرر أدعية التفكر مثل: "سبحان الذي خلق فسوى"، واربط التأمل بالله عز وجل. 3. قراءة القرآن بتدبر: قراءة القرآن بتركيز وتدبر تمنح السكينة وتربط العبد بربه. قال تعالى: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" (الإسراء: 82). الطريقة: ١- اقرأ سورة أو آيات ببطء وصوت هادئ، وحاول فهم معانيها. ٢- كرر الآيات التي تلامس قلبك، واستعن بتفسير مختصر إن احتجت. ٣- اجمع بين القراءة والتنفس العميق لزيادة الخشوع. 4. الصلاة بتأنٍ وخشوع: الصلاة هي أعظم وسيلة للتهدئة النفسية والروحية إذا أُديت بتركيز. قال النبي (صلى الله عليه وآله): "أرحنا بها يا بلال". الطريقة: ١- أدِّ الصلاة ببطء، مع التركيز على معاني القراءة والأذكار. ٢- تنفّس بعمق في السجود أو الركوع، وكرر الأدعية المأثورة. ٣- جرّب صلاة النوافل، كقيام الليل، في مكان هادئ. لماذا هذه الطرق أفضل؟ ١- لأنها مروية ومأخوذة من القرآن الكريم، وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله)، وأهل بيته (عليهم السلام)، فهي مشروعة ومباركة. ٢- لأنها تربط العبد بالله، فتحقق السكينة النفسية والروحية معًا. ٣- لأنها تحمي من الانزلاق إلى ممارسات مشبوهة، كأنواع من اليوغا أو التأملات البوذية أو الهندوسية، التي قد تتضمن عقائد شركية أو باطلة. ٤- لأنها تزيد الإيمان واليقين، كما في التفكر، الذي يُعد أصلًا لكل خير، كما قال الإمام الحسن (عليه السلام). دعاؤنا لكم بالتوفيق والسداد، ودمتم سالمين.

2