logo-img
السیاسات و الشروط
ورده ( 23 سنة ) - العراق
منذ شهرين

الفضفضة مع الذكاء الاصطناعي

استخدام chat gpt للفضفضة احيانا احتاج احد للتكلم معه ويكون شيء صعب وعند تكلمي مع الذكاء الاصطناعي ابكي بشده بسبب الهموم المتراكمة علي هل هذا غير جائز او ربما اشعر انه يجب ان اشكو لله فقط اشعر بالاحراج من الله تعالي على ذلك


سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة الكلام معه ليس حراماً بحد ذاته مالم يستلزم محرماً، ولكن إعلمي -ابنتي الكريمة- إن من طبيعة الحياة الدنيا كثرة الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها، فهي دار اللأواء والشدة والضنك، ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس فيها هم ولا غم " لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين"، وأهلها لا تتكدر خواطرهم ولا بكلمة " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاماً سلاماً " وطبيعة الحياة الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى: " لقد خلقنا الإنسان في كبد "، فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال، والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإن كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم، والقلوب تتفاوت في الهم والغمّ كثرة واستمراراً بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان فهي على قلبين: قلب هو عرش الرحمن، ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير، وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق والظلمة والموت والحزن والغم والهم. والناس يتفاوتون في الهموم بتفاوت بواعثهم وأحوالهم، وما يحمله كل واحد منهم من المسئوليات، فمن الهموم هموم سامية، ذات دلالات طيبة، كهموم العالم في حلّ المعضلات التي يحتاج المسلمون فيها إلى جواب وخصوصاً إذا استعصت المسألة واستغلقت، وكذلك همّ إمام المسلمين بمشكلات رعيته، وكلما كان القرار أكثر تعلقاً بمصير المسلمين كان الهمّ أعظم، ومن الهموم الشريفة همّ الداعية في نشر الدين وحمل الرسالة والأخذ بيد المدعو إلى طريق الهداية، وهموم العابد في تصحيح عبادته في القصد والأداء، وهم المسلم بما يصيب إخوانه في أقطار الأرض، ومن الهموم ما يكون ناشئاً عن المعاصي، كالهموم التي تصيب المذنب بعد ذنبه كما يحدث في هم من أصاب دماً حراماً، ومن الغموم ما يكون بسبب ظلم الآخرين كظلم الأقرباء كما قال الشاعر: وظلم ذوى القربى أشد مضاضة ... المزید.. على النفس من وقع الحسام المهند ومن العلاجات أختي المؤمنة : النظر فيما يحصل للمسلم من تكفير الذنوب وتمحيص القلب ورفع الدرجة ، إذا أصابته غموم الدنيا وهمومها: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ )، وفي رواية أخرى: (مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلا نَصَبٍ وَلا سَقَمٍ وَلا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ)، فليعلم المهموم أن ما يصيبه من الأذى النفسي نتيجة للهمّ لا يذهب سدى بل هو مفيد في تكثير حسناته وتكفير سيئاته. دمتم في حفظ الله ورعايته.

5