السلام عليكم احس اني قذره اعتذر على التعبير بس مهما نظفت نفسي يبقه عندي الشعور بالقذارة ولن انظف ابدا لااستطيع الصلاة لان اشعر اني قد ادنسها او حتى لمس القران اشعر اني عار و اشعر بضيق تنفس طوال الوقت كأن جبل يجلس على صدري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، أود أن أطمئنكِ أولًا أن رحمة الله تعالى أوسع من كل ما تمرّين به من مشاعر وأفكار. ومهما كانت ذنوب الإنسان أو معاناته، فإن الله تعالى يقبل التوبة ويبدل السيئات حسنات، كما قال سبحانه: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا. (سورة الزمر، الآية 53).
ما تشعرين به من شعور بالقذارة أو عدم الطهارة رغم النظافة، وكذلك ضيق النفس، قد يكون ناتجًا عن الوسواس، وهو ابتلاء نفسي وليس نجاسة حقيقية. فالدين يسر، والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها. وأنتِ حين تقومين بالطهارة الشرعية – وضوءًا أو غُسلًا – فقد أديتِ ما أمر الله به، ولا يضرّك بعد ذلك ما يرد على القلب من وساوس أو مشاعر.
تذكّري أن الله تعالى لا يريد أن يعذبك، بل يريد لكِ الخير والرحمة، ويرضى منك القليل إذا أُخلص فيه. فلا تحرمي نفسك من الصلاة، فهي راحة الروح، ولا من تلاوة القرآن، فهو شفاء للصدر ونور للقلب.
وقد ورد عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام قوله:
"اللهم إني أعوذ بك من أن تؤيسني من حسن ظنك، أو تحجبني عن رجائك". (الصحيفة السجادية، الدعاء الخامس).
فثقي برحمة الله، وارجِه رجاءً كبيرًا، وتوكلي عليه في كل أحوالك، واحسني الظن به سبحانه. فما أنتِ فيه اختبار، وسيمر بإذن الله، وسيبدلك الله راحة وطمأنينة وسعادة لا تخطر لكِ على بال، فقط توقعي الخير وتفائلي بالخير دائماً فعن مولانا أمير المؤمنين( عليه السلام ) فال: " كل متوقعٍ آتٍ " ( نهج البلاغة: ص ١٩٧ ) .
وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.