الرغبة في الزواج والأطفال

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته خجلكِ وحياءكِ أمر جميل في الفتاة المسلمة، وهذا من مكارم الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: "الحياء لا يأتي إلا بخير". بعض صفاتكِ مثل العمل الجاد وحسن الطبخ والتنظيف وقدرتكِ على تربية الأطفال صفات ممتازة وستساعدكِ كثيراً في حياتكِ الزوجية إن شاء الله، فلا تقللي من نفسكِ بسبب خجلكِ أو هدوئكِ في التصرف. كثير من البنات عندهن تحفظ أو استحياء في الطفولة أو بداية الشباب، لكن مع الخبرة والزواج والتعامل مع العائلة الجديدة والمجتمع، هذا الخجل ينقص تدريجياً وتصبح شخصيتك أقوى، وحاولي تطوير نفسكِ بالتدريج؛ مثلاً اجلسي مع النساء من العائلة أثناء الزيارات، وشاركي في الحديث حتى لو بكلمات بسيطة، ولا تضغطي على نفسكِ، وارضي بطبعكِ بس حاولي تنمي ثقتكِ بنفسكِ وتذكري أن لكل واحدة منا جمالها وطريقة ضحكتها وابتسامتها الخاصة، فلا تهتمي بما يظنه الناس عن أسنانكِ أو صوت ضحكتكِ، الأهم أن تكوني محترمة وصادقة وحنونة. إذا تقدم لكِ شخص مناسب وملتزم بدينه وخلقه، ولا ترفضي بسبب الخجل فقط، بل حاولي مواجهة مخاوفكِ بهدوء واستشيري والدتكِ أو أي امرأة حكيمة في العائلة، والزواج ليس مرتبطاً فقط بالقدرة على الكلام الكثير أو الضحك العالي، بل يُبنى بالحبّ والمودة والاحترام والرعاية، وأكثري من الدعاء واستغفري واطلبي من الله أن يرزقكِ الزوج الصالح الذي يكون لك سنداً وتربون أولاداً صالحين معاً، والله يحب أن يسمع دعائكِ ويحقق أمانيكِ في الوقت الذي يختاره لكِ. أما بالنسبة لهذا الشاب الذي تدعين أن يكون من نصيبكِ، اتركي الأمر لله وأحسني الظن به، قد يكون خيركِ مع غيره، وربما يجمع الله بينكم إن كان فيه خير لكِ، ولا تربطي سعادتكِ أو أحلامكِ بشخص واحد غير رسمي بعد. حاولي أن تشغلي وقتكِ بتقوية نفسكِ ومهاراتكِ حتى إذا أتى نصيبكِ تكونين أكثر قوة وثقة بالله وبنفسكِ. أسأل الله أن يوفقكِ لما فيه الخير ويرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة.