تأثير الجمال على العلاقات الاجتماعية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إن جمال الوجه ليس هو القيمة الحقيقية للإنسان عند الله سبحانه وتعالى ولا بين الناس الصادقين وأصحاب القلوب الطيبة. بل إن المقياس الأعظم عند الله تعالى هو التقوى والعمل الصالح وحسن الخلق، وليس الجمال الدنيوي أو المال الزائلان. والله تعالى يقول في القرآن الكريم: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: ۱۳). فلا تدعي الشيطان يسرق منك ثقتك بنفسك أو يقنعك أن قيمتك أقل لأن مظهرك يختلف عن معايير المجتمع المؤقتة. المقارنة المستمرة بالآخرين تولّد الحسد والألم، بينما الله سبحانه وتعالى وزّع النعم بين عباده بعدله ورحمته؛ وكل إنسان له نصيبه المختلف من الخلق، والله يعطيك ما هو أثمن منهم يوم القيامة: قلب راضٍ، عقلٌ راجح، طهارةُ النفس، ودعاء الوالدين، وما إلى ذلك. أما موضوع الحجاب، فهو شرفٌ وستر وكرامة للمرأة، وليس سبباً للنقص أو العزلة. الحجاب يُظهر تمسكك بطاعة الله تعالى وليس دليلاً على النقص، بل دليل قوة وإرادة وكرامة. وإذا شعرتِ بصعوبة، فاستعيني بالله تعالى واسأليه أن يملأ قلبك بالنور والرضا. وإذا أردتِ أن تخرجي من هذه الحالة، حاولي أن تقتربي من الله بالصلاة وقراءة القرآن والتسبيح. وركزي على تطوير نفسك وقدراتك العلمية والأخلاقية، وكوني لطيفة مع نفسك مثلما أنت لطيفة مع الآخرين. واهتمي بصحتك، وتعاملي مع نفسك بمحبة واحترام، وصاحبي من يرفع معنوياتك ويحبك لأخلاقك، لا لشكلك. وتذكري دائماً: قد يُعجب الناس بالجميلات لفترة، لكن يُحبّون صاحبة القلب الطيب والدعابة والخلق الحميد طوال العمر. والأهم من ذلك كله - ابنتي - بأن تسيري على نهج مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها) وابنتها فخر المخدرات زينب (عليها السلام ) في جميع المجالات الدنيوية والأخروية. نسأل الله أن يزرع الرضا في قلبك ويمنحك سعادة لا تزول، ودمتم في رعاية الله وحفظه.