السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، من الطبيعي أنّ قلبك يتأذى من سوء معاملة الصديقات، خاصةً عندما تكونين صادقة ومحبة لهن ولا تجدين المعاملة بالمثل. ديننا الإسلام يحثنا دائمًا على حسن الخلق والصبر، ويقول تعالى: ﴿ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾ (فصّلت: ٣٤).
ولكن أيضًا كرامتك مهمة ولا يجوز أن يكون الإنسان ضعيفًا أو يُستَغل من الآخرين بسبب طيبته.
إذا أحسستِ أن العلاقة مؤذية جدًا لنفسيتك وكرامتك، فليس من الخطأ أن تبتعدي عن هذا النوع من العلاقات أو تقللي التواصل حفاظًا على نفسك.
ولا ينصح الإسلام أبدًا بالسكوت عن الظلم أو الإهانة، لكن المطلوب أن تتكلمي بهدوء وصراحة عن مشاعرك من دون إساءة لأحد.
وإذا لم يتغير وضعهن رغم وضوحك وصبرك الطويل، لا تجبري نفسك على صحبتهم فقط لأنهم الوحيدون في الجامعة، فالله يفتح للإنسان أبوابًا جديدة حينما يراعي نفسه وكرامته.
لا أنصحك أن تعامليهم بنفس الإساءة، لأن هذا سيجعل قلبك يتأذى أكثر، وسيبتعدك عن أخلاق المؤمن الحقيقي.
ولو شعرتِ بالحزن كثيرًا أو الوحدة فالجئي إلى الله بالدعاء، واطلبي منه أشخاصًا يُفرحون قلبك ويقدّرون إحساسك الإنساني.
ثقي أنّ الله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، وستجدين في المستقبل من يحبك ويحترمك بصدق.
حفظك الله وسدد خطاك.