logo-img
السیاسات و الشروط
تبارك أحمد ( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 أشهر

مفهوم الراحة في الدنيا

السلام عليكم وين ما اروح اسمع واشوف شيوخ كثير يكولون لا راحة في الدنيا يعني اني مرات افرح بس مااخلي فرحتي تكمل اكول هو مو ماكو راحه بلدنيا ليش افرح ومرات ارتاح اكول اني ليش ارتاح مو ماكو راحة في الدنيا اتمى تفهمونه معنى هاي الجملة جزاكم الله كل خير


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، وردت أحاديث كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) تُبين أن الراحة الحقيقية إنما تكون في الآخرة، أما الدنيا فليست دار راحة. ومن أبرز هذه الأحاديث ما رُوي، أن الله (عز وجل) أوحى إلى داود (عليه السلام) فقال: «يا داود، إني وضعتُ الراحة في الجنة، والناس يطلبونها في الدنيا، فلا يجدونها». (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٤٨، ص٤٥٣). فأهل البيت (عليهم السلام) يرون أن الراحة الدنيوية ليست راحة حقيقية، بل هي زائلة، قصيرة، مشوبة بالهموم، ومليئة بالمخاطر. فالدنيا دار تعب ومجاهدة، لا دار قرار وهناء، كما في الحديث الشريف: «الدنيا دارُ عملٍ لا حساب، والآخرة دارُ حسابٍ لا عمل» ومن هنا، نفهم أن هذا النوع من الكلام – كقولهم: "لا راحة في الدنيا" – لا يُراد به منع الفرح أو منع لحظات السعادة، وإنما هو تنبيه إلى أن الإنسان لا ينبغي أن يركن للدنيا ويظن أن السعادة التامة يمكن أن تتحقق فيها، فهي بطبيعتها دار ابتلاء واختبار. فإذا وجدت نفسك مرتاحة أو فرحة، فاشكري الله على نعمته، لكن لا تجعلي ذلك سببًا للغفلة، بل استعدي لما هو أعظم وأدوم. وهذا المعنى تؤكده الآية الكريمة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} (الشرح: ٧). أي إذا انتهيت من عملٍ، فابدأ في غيره، ولا تترك وقتك يضيع في الكسل والخمول. فالفراغ عدو الإنسان، والعمل عبادة، والتعب في طاعة الله سبب للراحة الأبدية. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لكل خير، ويجعل لكم نصيبًا من راحة الدنيا بقدر ما تعينكم على الآخرة، ونصيبًا أعظم من راحة الآخرة، فهي الراحة التي لا عناء بعدها ولا نصب. ودمتم سالمين موفقين.

4