السلام عليكم ورحمة اللّٰة وبركاتة
قرأت في بعض الكتب أن أول أمرأة أستشهدت في واقعة الطف مع معسكر الأمام الحسين (ع) هي زوجة وهب بن حباب الكلبي .
السؤال
1- هل وهب بن حباب الكلبي هو نفسة وهب الانصاري ؟
2-هل أن الكلام الوارد أعلاة صح أنها أول أمرأة أستشهدت في واقعة الطف ؟
3 - هل وردت معلومات عنها أو عن نسبها في كتب التراجم أو الروايات ؟
مع جزيل الشكر والأمتنان لحضراتكم .
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ولدي العزيز، نعم هو نفسه وهب بن عبد اللله بن حباب الكلبي الانصاري أسلم هو وامه وزوجته وقاتل في كربلاء وقتل.
اما بخصوص أول شهيدة فبحسب التتبع انّ التي قُتلت ليست أم وهب الانصاري بل هي أمَّ وَهَبْ بنت عبد من بني النمر بن قاسط، وزوجة عبد اللّه بن عمير الكلبي، وقصتها هي أن زوجها عندما رأى الناس يستعدون و يتجهَّزون بالنخيلة للذهاب إلى قتال سبط رسول الله الحسين بن علي (عليه السَّلام) عَزَمَ على الذهاب لنصرته و مقاتلة هؤلاء الناس، قائلاً: و اللّه لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصاً، و إني لأرجو ألاّ يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثواباً عند اللّه من ثوابه ايّاي في جهاد المشركين.
و عندما أخبر زوجته أم وهب و أعلمها بما يريد أن يفعله، قالت هذه المرأة الرشيدة و المؤمنة: أصبت أصاب اللّه أرشد امورك، افعل و أخرجني معك. فخرج بها ليلاً حتى اتى الحسين (عليه السَّلام) بكربلاء فاقام معه، حتى صار يوم عاشوراء، فلما برز يسار و سالم من جيش عمر بن سعد، قام عبد اللّه بن عمير الكلبي، فقال مخاطباً الحسين (عليه السَّلام): أبا عبد اللّه رحمك اللّه ائذن لي في الخروج إليهما.
فقال الحسين (عليه السلام): إني لاحسبه للاقران قتّالاً، اخرج إن شئت. فخرج اليهما مرتجزاً و تقاتل معهما فقتلهما جميعاً بعد تراشق بالالفاظ . عندها أخذت ام وهب عموداً و أقبلت نحو زوجها وهي تقول له: فداك أبي و أمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد، فاقبل اليها يَرُدَّها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه و هي تقول: إني لن أدَعَك دون أن اموت معك. فناداها الحسين (عليه السَّلام) وقال: جزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي رحمك اللّه إلى النساء فاجلسي معهن، فإنه ليس على النساء قتال.
و عندما قتل زوجها خرجت أم وهب تمشي إليه حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وهي تقول: هنيئاً لك الجنة.
فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم اضرب رأسها بالعمود، فضرب رأسها فشدخه فقتلت رحمها اللّه، و هي أول إمرأة استشهدت في كربلاء مع الإمام الحسين (عليه السَّلام).
[أبصار العين في أنصار الحسين (ع)،الشيخ محمد السماوي،ص١٧٩]
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.