كيفية التعامل مع الانتقادات بسبب الالتزام الديني
السلام عليكم ، أنا فتاة ملتزمة في ديني في عمر صغير ١٨ وأيضاً شكلي يوحي إلى وكأني في عمر ال ١٥ ، لذلك الجميع يعرف كم أنا ملتزمة لكني أواجه الكثير من الكلام المسيء مثل أنني معقدة وانني مريضة بسبب الدين و أحد النساء رأتني ذات مرة ممسكة بالسبحة فقالت لي لا تلتزمي في الدين كثيراً هذه نصيحة و(راح أتخربين على غيرچ)لكنني لم أرد أبداً ، لأنني أنا حقاً إنسان متفائل وأيجابي وأيضاً الجميع يبادلني الحب والأحترام ، لكن ماذا عن الكلام المسيء هو حقاً يؤذيني فقط لأنهم يسمعون أنني ملتزمة يأذونني بالكلام الجارح.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، وفقك الله لكل خير وتقبل اعمالك. اعلمي - ابنتي - أن رضا الله سبحانه وتعالى أهم من أي شيء، فعليك أن تسيري على وفق هذه الرؤيا، ولا تهتمي بكلام الناس حتى لو كان يؤذيك، وهذا الأمر ليس بجديد، فإذا رجعتي إلى التاريخ ستجدين الكثير من الشخصيات الملتزمة كان يستهزء بهم، ولكنهم صبروا على ذلك واحتسبوا الأمر عند الله وفي مقدمتهم الأنبياء فقد استهزء بهم قومهم، ولكنهم صبروا وبالتالي بقي ذكرهم وزال غيرهم، فمثلًا قوله تعالى في سورة الأنعام: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١)}. فلا تتأثري بسخرية الناس وأذيتهم لك، وسيري بطريق الحق ولا تستوحشي منه لقلة سالكيه، ونكتفي بكلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة، حيث قال: «أيها الناس! لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله، فإن الناس قد اجتمعوا على مائدة شبعها قصير، وجوعها طويل. أيها الناس إنما يجمع الناس الرضاء والسخط. وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا فقال سبحانه: {فعقروها فأصبحوا نادمين} فما كان إلا أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة. أيها الناس، من سلك الطريق الواضح ورد الماء، ومن خالف وقع في التية…». (نهج البلاغة، ج٢، ص١٨١). وفقكم الله لكل خير.