سلام عليكم
ما الغاية من لبس البوشية والنقاب وما هو الأفضل؟
وما هو فضل المرأة التي ترتدي البوشية
هل له منافع دنيوية وأخروية أو إنه زيادة ستر؟
لماذا نرتديها الا ان الله حلل لنا إظهار الوجه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، من الحِكم العظيمة التي تتجلى لكل متأمّل في مسألة ستر الوجه والكفين، هي صيانة المرأة من النظرات العابرة ونوايا المتحرشين، وهذا أمر واضح لكل منصف.
فالوجه هو أول ما يقع عليه نظر الناظر، لا القدمين ولا اليدين.
ولذلك، فإن من أعظم وسائل قطع دابر النظر المحرّم هو الحجاب الشرعي الكامل، ومن أكمل مصاديقه ستر الوجه، وإن لم يكن واجباً بصورة دائمة.
فلو تأملنا ببساطة بين حال المرأة المتبرجة، وحال المرأة المحجبة المستترة، لرأينا بوضوح الفرق في نوع النظرات التي تتعرض لها كل منهما.
بل إن ستر الوجه يضفي على المرأة هالة من النور والعفة والوقار، لا تُدرك بمجرد النظر بل بالشعور الداخلي لمن يرى.
حتى في داخل بيتها، فإن المرأة حين تصلي وهي محجّبة تشعر بنقاء روحانيّ عجيب لا مثيل له، بخلاف من اعتادت كشف محاسنها علنًا.
وقد دلّت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة على ضرورة التستر، سواء كان بالحجاب الروحي كالطهارة والعفّة، أو بالحجاب الجسدي المشروع.
ومع أن الفقهاء قد اختلفوا في حدود الحجاب الواجب، فبعضهم ـ كالسيد الخوئي وغيره ـ يرى وجوب ستر الوجه والكفين مطلقًا، سواء وُجدت الفتنة أم لم توجد.
في حين يرى آخرون، مثل سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله)، جواز كشف الوجه والكفين إذا لم يكن فيه فتنة نوعية.
لكن الجميع يتفق على حرمة الكشف إن ترتب عليه إثارة أو فتنة، حتى من يُجيز الكشف في الأصل.
إذاً، المرأة التي تستر وجهها وكفّيها إنما تحقق أكمل مصاديق الحجاب، وتدخل في دائرة الاحتياط والورع، سواء قلنا بوجوب الستر أو بجواز الكشف، فهي على كل حال أقرب إلى رضا الله وأقرب إلى نهج فاطمة الزهراء سلام الله عليها، سيّدة نساء العالمين، وقدوة النساء في الحياء والعفة.
قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين، وكان الله غفوراً رحيماً} (الأحزاب: ٥٩).
فهذه الآية الكريمة تُشير إلى أن الحجاب له دور مهم في حماية المرأة من الأذى، وفي تمييزها بالعفّة والكرامة.
وخلاصة القول:
لبس البوشية أو النقاب ليس مجرد زيادة في الستر، بل هو تعبير عن روح العفّة، ومظهر من مظاهر التديّن العميق.
وله منافع دنيوية في صيانة المرأة، ومنافع أخروية في تحصيل رضا الله والقرب منه، خاصة إذا اقترن بنية خالصة وطاعة صادقة.
نسأل الله لكنّ التوفيق والسداد، وأن يرزقكنّ الحياء النابع من الإيمان، والعفّة النابعة من محبّة أهل البيت (عليهم السلام).
ودمتم في رعاية الله سالمين.