كيف أتعامل مع مشاعري تجاه شخص بعيد عني

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب. ابنتي الكريمة، حسب مفروض السؤال وقبل كل شيء، يجب أن نعلم أن الزواج هو رزق من الله تعالى، وهو أمر يقدره لنا بحكمة عظيمة لا نعلمها. والزواج ليس مجرد رغبة عاطفية، بل هو قسمة مقدرة من الله. وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {فَعَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} ما يعكس أن الله قد يكتب لنا ما هو خير في الأمور التي نعتقد أننا لا نحبها. ثانياً، بالنسبة لهذا الشخص الذي تحبينه، يجب أن نفهم أن الله قد يكتب لنا رزقًا أفضل من الذي نعتقد أنه يناسبنا، وهذا الشخص قد لا يكون رزقك، وقد لا يكون هو الشخص الذي سيُسعدك ويعاملُك معاملة تليق بكِ. كما قال الله تعالى: {وَ عَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسى‏ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (البقرة: ٢١٦). فمن الممكن أن يكون لديك مشاعر تجاه هذا الشخص، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هو الأنسب لكِ في الحياة الزوجية. ابنتي يا مؤمنة، لا تفكري في هذا الشخص بشكل مفرط، لأن التفكير في شخص لم تجمعكِ به علاقة جادة قد يسبب لكِ توتراً ويؤثر على صحتك النفسية، ودعِي الأمر بين يدي الله، واسأليه أن يرزقكِ بزوج يناسبكِ في دينه وخلقه، يعاملكِ باحترام وحب. استمري في الدعاء وكوني مطمئنة إلى أن الله سيختار لكِ الأفضل، وأعلمي أن رزقكِ في الزواج سيأتي في الوقت الذي فيه الخير لكِ، إن شاء الله أسأل الله أن يرزقكِ ما فيه خير لكِ، ويكتب لكِ السعادة والراحة في الدنيا والآخرة، وأن يوفقكِ لما يحب ويرضى. ودمتم في رعاية الله وحفظه.