( 14 سنة ) - العراق
منذ أسبوع

مشاعر الإحباط والقلق

اني جنت آريد اروح للسفاره المدرسيه بس أبوي ما قبل اني اعرف عسى ان تحبو شي فهو شرا لكم واعسى ان تكرهو شي فهو خيرا لكم وادري انو الله إلى حكمه بيها بس اني انقهرت واريد أبجي هل يجوز وادعي لي انو الله يقويني واعندي شي ثاني اني أريد اصلي وادعي ربي بس اخاف لان. سمعت واحد يكول انو الله إذا احب احد ابتلاه واني ما أريد الله يبليني و هم خاف ما اصلي والله يبليني شنو لا اصلي والله يكون يحبني وبليني في الدنيا واني ما أريد عمري ١٥ مواليد ٢٠١٠ ٩+٩=١٨٬٠٩٩


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إبنتي الكريمة.. أفهم مشاعركِ تماماً، وأحسّ بحزنكِ بسبب رفض والدكِ ذهابكِ إلى السفرة المدرسية، ومن الطبيعي أن الإنسان ينقهر ويشعر بالحزن عندما لا تتحقق له رغبة، خصوصاً إذا كان يريد ذلك بشدة، ولكن ثقي أن الله سبحانه أرحم بكِ من نفسكِ، وهو يعلم أين يكون الخير لكِ، حتى لو كان الأمر في ظاهره غير مُرضٍ لقلبكِ، والآية التي ذكرتيها: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" (سورة البقرة: ٢١٦) تؤكد على أن الله قد يدخر لنا خيراً في أمر لم نحصل عليه الآن. بالنسبة للبكاء، ليس محرماً أن تبكي بسبب حزن قلبكِ، وأحياناً البكاء يريح النفس فقط كوني قوية واستعيني بالصبر والصلاة كما أمرنا الله: "واستعينوا بالصبر والصلاة" (سورة البقرة: ٤٥). سأدعو الله لك أن يقويكِ ويمنحكِ الصبر والثبات. أما بالنسبة للخوف من الصلاة والدعاء؛ لأنكِ سمعت أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، فإعلمي أن الابتلاء لا يعني دائماً المصائب الشديدة، بل كل إنسان يُبتلى بحسب طاقته وقدرته، والمحبة من الله نعمة عظيمة، ولا يجب أن تبتعدي عن الصلاة خوفاً من الابتلاء، بل الصلاة والدعاء تجلب الطمأنينة والراحة والسكينة، والابتلاء أيضاً فرصة لرفع الدرجات وغفران الذنوب، وليس شرطاً أن يكون الابتلاء صعباً أو مؤذياً، بل أحياناً يكون بسيطاً كموقف أو ظرف يمر على الإنسان. حافظي على صلاتكِ وتقربي إلى الله تعالى بالدعاء، فهو أحن عليكِ من الجميع، ومهما اقتربتِ منه يجعلكِ أقوى وأسعد. وإطمئني أن الصلاة لا تجلب إلا الخير والرحمة، والله سبحانه لا يأخذ من الإنسان إلا ليعطيه ما هو أفضل، وإذا شعرتِ بالخوف أو الوسوسة، استعيني بالله وأهل بيته(عليهم السلام) . أسأل الله أن يقويك ويحفظكِ ويشرح صدركِ دائماً للخير بحق النبي الكريم وآله الطيبين الطاهرين.