logo-img
السیاسات و الشروط
( 25 سنة ) - العراق
منذ شهرين

تأثير الروتين على الشعور بالفراغ

السلام عليكم روتيني املائه غالبا بالاشياء المفيدة مثل قراءة الكتب الدينية والتاريخية ومشاهدة محاضرات والعبادة كنت احب هذا الروتين جدا لكن قبل فترة صرت احس بشعور الفراغ والهم لا اعرف ان كان سببه الروتين اريد احيانا ان اشهاد مسلسل دينيا او اقرأ رواية تتكلم عن هداية امرأة مسيحية بسبب الامام الحسين وغيرها واقول ربما ترجع لي الشغف لكن اخاف ان تكون سبب في ضياع وقتي وان اصبح اهتم بها اكثر من اهتمامي بالكتب والعبادة فهل شعوري صحيح وماذا افعل ؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة.. شعوركِ بالفراغ أو فقدان الشغف أمر طبيعي يمرّ به الإنسان أحياناً حتى لو كان منشغلاً بالأشياء المفيدة، وقد يكون سببه الروتين المستمر دون تنويع في الأساليب أو الأهداف، وليس من الخطأ أن تبحثي عن طرق جديدة للتحفيز، كأن تتابعي مسلسلاً دينياً هادفاً أو تقرأي رواية ذات مضمون معنوي يعزّز إيمانكِ، وخاصة إذا كان ذلك يقربكِ أكثر من الله أو يزيد فهمكِ الديني. والمهم أن تجعلي هذه الأمور وسيلة للتقوية لا بديلاً عن العبادة والعلم، وإذا شعرتِ أن هذه الأنشطة تعطيكِ دفعة إيجابية وتجدد لكِ الرغبة في العبادة والدراسة، فلا مشكلة في ذلك، ولكن بشرط أن تراقبي نفسكِ دائماً حتى لا ينقلب الأمر إلى إدمان ترفيهي ويفتر قلبكِ عن العبادات الأساسية، حيث وردعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "إن للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفريضة." فأحياناً التنويع المشروع يجدد النشاط ولا ينافي الجدية. واجعلي نيتكِ في كل شيء التقرب إلى الله تعالى حتى في الترفيه، ووازني بين تجديد طاقتكِ الروحية والعقلية وبين الابتعاد عن ما قد يضعف علاقتكِ بالله سبحانه، وركّزي دائماً على أن وقتكِ أغلى ما تملكين واجتهدي أن لا يقودكِ الملل إلى التفريط فيما ينفعكِ في آخرتكِ. وأسأل الله تعالى أن يثبت قلبكِ على طريقهِ ويرزقكِ شغف العلم والعبادة بحق نبيه الكريم وآله الطيبين الطاهرين.