التابعة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، موضوع "التابعة" أو ما يُسمّى أحياناً بـ"الجن العاشق" أو المسّ وأثره في تعطيل الزواج أو الإنجاب من الأمور التي انتشرت في بعض المجتمعات، خصوصاً عند الكثير من عوام الناس. أغلب العلماء والمراجع الشيعة لا يُقرّون بوجود "تابعة" بمعناها الشعبي المعروف، لأنّه ليس هناك دليل معتبر من القرآن أو أحاديث أهل البيت عليهم السلام يثبت أنّ الفشل في الزواج أو الإنجاب مرتبط بكائن خفي يمسّ الإنسان ويؤثر على حياته، بل كثيرٌ من هذه المشكلات لها جذور اجتماعية أو نفسية أو حتى جسدية وعضوية. بعض الأشخاص من أهل الفضل أو المعروف يتعاملون مع الناس بحسب إيمانهم واعتقاداتهم وبساطة أفكارهم، فيعطون لهم أشياء كالماء المقروء عليه أو الحرمل أو غيره من باب تطييب الخاطر أو حتى ليطمئن قلب الشخص، وأحياناً يتحقق مراد الشخص بسبب توكله على الله وتغير نفسيته وليس بسبب وجود "تابعة" حقيقية. ينبغي على الإنسان التوكل على الله والعمل بالأسباب المادية وطلب العلاج والسعي والاجتهاد وعدم تعليق مشاكلنا مباشرةً على الغيبيات من دون دليل واضح. نعم، في الإسلام هناك ذكر للجن ووجودهم، لكن لا يوجد ما يربط بشكل صريح بين تأخر الزواج والمشاكل الحياتية وبين "تابعة" أو "جن عاشق". لهذا السبب يُصرّ الشيوخ والعلماء على نفي الأمر بالشكل الشائع لأنّه يفتح باب الخرافات، ويصرف الناس عن السعي العملي، ويؤدي أحياناً للاستغلال من بعض المدعين. أسأل الله أن يرزقكِ السكينة والطمأنينة ويرزقك كل خير.