خطوبة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، اعلمي بأن ما فعلته من حساب وهمي والتكلم بكلام جريء مع زميلك هو أمر محرم شرعاً وغير صحيح أخلاقياً، لأن فيه خِداع وتحريض شخص آخر على الكلام المحرَّم، حتى لو كانت نيتك الاختبار أو التأكد. فعليكِ المبادرة إلى التوبة والاستغفار والندم عما فات. والإنسان يُحاسَب على اختياره وطريقته، ولا يصح أن نختبر الآخرين بطريق خاطئ. وأما بالنسبة لزميلك، فكونه يتكلم مع البنات بكلام غير لائق فهذا مؤشر سلبي على سلوكه وعدم التزامه بالحدود الشرعية، وهذا الأمر لا يجوز سواء كان خاطباً أو غير ذلك، لأن العِفّة ومراعاة الحلال والحرام واجبة في كل حال، قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى ... المزید} (الإسراء: ۳۲) أي حتى الاقتراب من مقدماته من الكلام والنظرات هو فعل غير جائز. فينبغي عليكِ - ابنتي - إذا كنتِ تفكرين في أمر الزواج، أن تتفحصي جيداً عن دين وخلق المتقدم، وتتحري عن صدقه واستقامته، وأن تطمئنّ نفسكِ قبل الإقدام على أي خطوة مستقبلية، فالزواج ميثاق غليظ، ولا ينبغي التهاون في أسسه، وأعظم أسسه الدين والخُلُق. وقد ورد عن رسولنا الأكرم ( صلى الله عليه وآله): «إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» (وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج٢٠ ص٧٧). فلا يكفي أن يكون الإنسان حسن المظهر أو لطيف الحديث، بل لابد أن يكون حسن السيرة، مستقيم السلوك، ملتزماً بالشرع الحنيف. وياحبذا لو تطالعون كتاب للسيد هادي المدرسي إسمه(كيف تسعد حياتك الزوجيه) فهو نافع لكما. - نسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير والصلاح، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقرّ به عينك وتسكن إليه نفسك. ودمتم في رعاية الله وحفظه.