السلام عليكم
سؤالي هو كيف اجعل ربي يحبني ويحب ذكري له اني تعبت واحس ربي مجاي يوفقني لذكره لان كلما اجلس على السجادة ليلا يااما انعس وياخذني النوم او اخاف من الوساوس التي اعاني منها اي طريقة اعتذر بها إلى الله عزوجل ويقبلني؟
اني جدا متعبة والان فقط ابكي لان مفتقدة ذكر ربي والحلاوة التي كنت أشعر بها عند الذكر. هل من المعقول ربي لا يحب مني الذكر اني خايفة جدا أن ربي يكلني إلى نفسي.. اريد مساعدتكم او اي شي. أشعر بقلبي ضيق وظلام وخوف. حت لا أعرف كيف أصف لكم حالتي لكن اني ب أشد الكرب والخوف.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، اعلمي أنّ الله تعالى أرحم بك من نفسك، وهو أحنّ عليك من أمك، وأشفق عليكِ من أليكِ، ولا يرد أحداً جاء إليه منكسراً وطالباً القرب والمغفرة.
ابنتي، ما تمرين به ليس دليلاً على بُعد الله عنك، بل قد يكون ابتلاء ومحطة تقوية للإيمان، فربما يريد الله أن يمتحن صدق قلبك ليرفعك مرتبة أعلى، أو يُطهّرك من ذنوب أو يمهّد لقلبك هداية أعلى.
فالمهم في مثل حالتك: لا تيأسي أبداً، وتذكري أنّ الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} (الزمر: ٥٣).
وتذكري أنه سبحانه يقول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (البقرة: ١٥٢).
فحتى لو ذكرتِ الله وأنت تتعثّرين أو تشعرين بالوساوس أو التعب، فذكرك محبوب عند الله ما دام القلب مخلصاً. الشيطان يُحزن الذين آمنوا ليفصلهم عن الذكر، فلا تسمحي له بذلك.
ابنتي، إذا شعرتِ بضيق أو وسوسة، فاذكري الله، وقولي مثلاً: لا إله إلا الله، وادعيه من قلبك، قولي مثلاً: "يا الله، يا أرحم الراحمين، خذ بيدي وارحمني وأعد إلى قلبي حلاوة ذكرك".
وأكثري من الاستغفار والصلاة على محمد وآله، فهذه توسعة للصدر.
واعلمي - ابنتي - أن معظم الناس تمر عليهم فترات جفاف روحي، خصوصاً مع الضيق والتعب، لكن بوابتك للرحمة دوماً مفتوحة ولو اشتد عليك الحال، والله يرى دمعتك وهمّك، ولن يخذلك أبداً، بل ربما بعد شدة الكرب يأتي الفرج.
ثابري، وارفعي حاجتك لله بإخلاص، واستمري حتى لو كان قليلاً وبسيطاً، فهذا أحب عند الله من ترك الذكر كله.
أسأل الله أن يفرّج عن قلبك ويعيد إليك طمأنينة الذكر.