الضغوط النفسية
السلام عليكم ممكن تساعدوني، اني هاي الايام صايرة انفر من الدين والمحاضرات الدينية وماطيق اسمع اي شي وحتى صلاتي مدا اكدر اصليها كلش تعبانة من نفسي ودا احس رب العالمين يكرهني وافكار سوداوية تجيني هواي.. مرات اكول خلص اني حتعذب ورب العالمين مستحيل يسامحني على تقصيري واستسلم .. المشكلة اني مچنت هيچ هاي اول مرة تصير وياي الحالة .. واني بفترة مراجعة سادس ولا اكدر اقرا دروسي ولا ملتزمة بديني واحس حياتي حتضيع ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، نتفهّم الحالة التي تمرّين بها، خصوصاً مع ضغط الدراسة وامتحانات السادس، لكن ما تمرين به طبيعي ويحدث لكثير من الناس في فترات معينة من حياتهم، خصوصاً عندما يتراكم عليهم التوتر أو الضغط النفسي. ابنتي، الله سبحانه أرحم بكِ من نفسكِ وأعلم بحالك، وهو غني عن عبادتكِ، لكن دعاكِ للعبادة ليطهّر روحكِ ويمنحكِ الطمأنينة، وليس ليعذبكِ أو يكرهكِ. كما إن الأفكار السوداوية هذه من عمل الشيطان ليبعدكِ عن الأمل والسكينة، ورب العالمين يقول في القرآن الكريم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: ٥٣). حاولي أن تتواصلي مع شخص ترتاحين له وتثقي بحكمته مثل أحد أفراد العائلة أو معلمة أمينة او صديقة واعية، وتكلّمي بصراحة عن مشاعركِ، قد تحتاجين دعم نفسي بسيط وهذا لا ينقص من إيمانكِ بشيء، حتى إن قصرتِ في عبادتكِ أو صلاتكِ، لا تجعلي الشيطان يوهمكِ أن الله تخلى عنكِ، بل هو ينتظركِ بلطفه ورحمته. ابنتي المحترمة، لتكن صلاتكِ الواجبة هي من أولى أولوياتكِ، فهي صلتكِ بربكِ، ولا أظن أنّكِ ترغبين بقطع تلك الصلة، وهي مصدر للراحة والسكينة، لذا من المهم جدّاً أن نفهم بأن الصلاة هي فرصة أتيحت لنا، ومكسب عظيم مُنِح لنا، ففيها نحقق الكثير من اهدافنا، نناجي ربنا، ونبث إليه همومنا، ونستعينه في نيل آمالنا وطموحاتنا، بل بها ننسجم مع الغاية من وجودنا، وهي عبادة ربنا. هكذا يجب أن نفهم الصلاة، فإذا فهمناها بهذا الشكل فسوف نشتاق إليها، كما نشتاق إلى كل محبوب. وأخيراً، تذكري دائماً أن الله لا يكره عباده أبداً، بل يحب التائبين الراجعين إليه. أسأل الله أن يشفي همّكِ ويمنحكِ الإيمان والطمأنينة قريباً.