( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 أسابيع

كيف أكون إنسانة ملتزمة ومثقفة بعد التوبة

السلام عليكم اريد اتوب وارجع لربي ممكن تساعدوني شنو الخطوات الي يسويها الانسان الي يريد يرجع لربه احتاج خطوات التزم بيهن حتى بعد التوبة حتى ما ارجع اذنب اتابع شيوخ او اقرا كتب او اي شيء وشلون اقراهن اريد التزم اتوب اصير انسانة مثقفة ابتعد عن الحرام حتى لو 100 خطوة اسوي المهم ابتعد عن كل الذنوب واخاف ارجع لهن وشكرا


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، فكرة التوبة وتطوير الذات هي من أجمل القرارات التي يمكن أن يتخذها الإنسان، وتمثل بداية جديدة مليئة بالأمل، فبارك الله تعالى بكِ، وزاد في توفيقاتكِ. يُرجى التأمل في ما يأتي، والعمل بمضامينها؛ لكي تتحقق غايتكِ: أ- حقيقة التوبة هي الندم على ما صدر من الإنسان من المعاصي والذنوب، ولذا قيل: إنّ الندم توبة، ومن الواضح أنّ الندم يلازم العزم على ترك المعصية وعدم العود إليها، كما أنّ النادم حقيقةً يسعى لإصلاح ما صدر منه، فلو كان حقّ الله تعالى استغفر الله؛ وطلب منه العفو، ولو كان للعمل آثار كالقضاء أو الإعادة تداركه، فليس التوبة مجرّد أن يقول الإنسان: "أستغفر الله" بل يجب أن يكون مع ذلك نادماً على ما صدر منه؛ وعازماً على عدم العود؛ وبانياً على إصلاح ما إرتكبه إن أمكن ذلك، ولا ينبغي للمذنب أن ييأس من رحمة الله عزوجل، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {يا أيّها الّذين امنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً عسى ربّكم أن يكفّر عنكم سيئاتكم ويُدخلكم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} وقال تعالى: {وتُوبوا إلى الله جميعاً أيُّها المؤمنون لعلّكم تُفلحون}، وقال تعالى: {إنّ اللهَ يُحبُّ التوابين ويحبُّ المتطهِّرين}، وقال تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيّئات ويعلم ما تفعلون}، وقال تعالى: {قُل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أنَّ الله يغفر الذّنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرّحيم}. وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما والله إنها ليست إلا لأهل الايمان قلت: فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة؟! فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته؟ قلت: فإنه فعل ذلك مرارا، يذنب ثم يتوب ويستغفر الله، فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم، يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله. (1) وعن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما من عبد أذنب ذنباً فندم عليه إلا غفر الله له قبل أن يستغفر وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عند الله إلا غفر الله له قبل أن يحمده. (2) وعنه (عليه السلام) أنّه قال: إنّ الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالّته إذا وجدها. (3) ب- ابنتي المحترمة، ننصحكم بتكوين مستوى ثقافي في المعارف الدينية وخصوصاً الواجب معرفتها، ولذلك نقترح عليكم التالي: يجب على الإنسان أن يبدأ بحثه العلمي بما يجب عليه أن يعرفه ويعتقد به بالدليل العلمي والبرهان الصحيح، ويبعد نفسه -ولو في بداية الطريق- عن التفاصيل غير المهمة، أو غير الضرورية، وكل ما يوجب له التشويش الذهني، واختلاط الأمور والآراء عليه، ويقرأ الكتب العلمية الموضوعية في هذا المجال والتي تناسب حاله ومستواه المعرفي، فإذا أتم الجانب العقدي انتقل إلى ما يجب معرفته عليه من أحكام الشريعة، ثم ينتقل إلى الأخلاق والاشتغال على الجانب الروحي لكي يطهر نفسه، وينقي روحه، ويزكي باطنه من الرذائل ويتحلى بالفضائل، وإن كان ينبغي أن يبدأ بالتزكية العامة المجملة للنفس في بداية الطريق، ونقترح عليكم مطالعة الكتب التالية فهي نافعة لكم في المقام: ١- معرفة الله، الصادر عن مركز المصطفى للدراسات الإسلامية. ٢- أصول الدين للشباب، للشيخ ناصر مكارم الشيرازي. ٣- هوية التشيع، للشيخ أحمد الوائلي. ٤- ثم اهتديت، للدكتور التيجاني. ٥- الفتاوى الميسرة، لسماحة السيد السيستاني. ٦- خمسون درساً في الأخلاق، للشيخ عباس القمي. ٧- سيرة الأئمة الأثني عشر، للشيخ محمد حسن آل ياسين. ٨- أوثق الأنباء في قصص الأنبياء، للشيخ حيدر صادق. ج- قراءة الكتاب ينبغي أن يكون بالنحو التالي: ١- أن يكون الكتاب مناسباً لكِ من حيث المستوى العلمي، والأسلوب، مقدار المادة العلمية المطروحة فيه. ٢- أن تبدأي بقراءته بتدبر ووعي وإتقان حتى النهاية، وأن لايكون همكِ إكمال الكتاب بل العلم والمعرفة وإن طال بكِ المقام. ٣- بعض الكتب العلمية كالعقدية لا يناسب أن تقرأي وتأخذي ما فيها بنحو تلقيني، بل يجدر أن ينظر في الأقوال ويأخذها من أدلتها لا ثقةً بكاتبها. ٤- أن تقرأي في الأوقات التي تكونين فيها بحالة من الاستقرار الذهني، والنشاط البدني والنفسي. ٥- أن تقرأي في الأماكن التي تساعد على التركيز وعدم شرود الذهن. ٦- أن تستعيني بالله سبحانه وتسأليه التوفيق والسداد في سيركِ العلمي والعملي في كل يوم. وفقكم الله تعالى لكل خير، وفتح لكم أبواب العلم والمعرفة. -------------------- (1) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٤٣٤ . (2) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٤٢٧ . (3) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٤٣٦ .

1