logo-img
السیاسات و الشروط
أَديان ( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 أشهر

كيفية تقييم الأشخاص من حولك بشكل صحيح

هل ممكن ان يكون الشخص عنده قبول ونورانية وكلهه تحبه ومتدين وكلامه لطيف لكنه شخص سيء ويسبب ضرر للآخرين؟ام مستحيل يكون شخص بهالقبول وهو سيء؟اني طالبة اعدادية وشخص اعرفه ويريد يعلمني بعض الاشياء الدينية او الروحانية الي يعرفهه ومحتاره اذا كان صادق او لا او ممكن يكون صادق يريدلي الخير لكن هو مقتنع بامور خاطئة وبالتالي راح اتضرر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، سؤالك مهم جدًا، ويكشف عن وعي وحرص جميلين منكِ، فجزاكِ الله خيرًا. أولاً: اعلمي - ابنتي - أن القبول عند الناس، واللباقة، وقوة الشخصية، والنورانية الظاهرية هي نعم ومواهب من الله سبحانه وتعالى، يهبها لمن يشاء من عباده، وقد نجدها عند المؤمن، أو عند المنافق، بل حتى عند الكافر. لكنَّ الفيصل الحقيقي هو كيف يُوظِّف الإنسان هذه النِّعَم: فالمؤمن الصادق يستثمرها في طاعة الله وخدمة عباده. أما غيره فقد يستغلها في خداع الناس وتحقيق مصالحه الشخصية. لذا، ليس كل من يظهر عليه القبول والنور واللطف يكون بالضرورة شخصًا صالحًا، فقد يكون فاسدًا في داخله، ويُظهر غير ما يُبطن. جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «وإنما أخاف عليكم المنافقين، الذين يقولون ما تعرفون ويخفون ما تنكرون». ثانيًا: الإنسان المتدين حقًا هو من يخاف الله سبحانه وتعالى، وتظهر آثار هذا الخوف في غيرته وورعه وابتعاده عن مواطن الشبهة، لا سيما مع النساء الأجنبيات. وقد جاء في الحديث الصحيح عن أمير المؤمنين عليه السلام، كما في وسائل الشيعة، للحر العاملي، ج٢٠، ص(٢٣٤): «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يُسَلِّمُ عَلَى النِّسَاءِ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى الشَّابَّةِ مِنْهُنَّ، وَيَقُولُ: أَتَخَوَّفُ أَنْ يُعْجِبَنِي صَوْتُهَا، فَيَدْخُلَ عَلَيَّ أَكْثَرُ مِمَّا طَلَبْتُ مِنَ الْأَجْرِ». وهذا درس عظيم يبيّن لنا أن المؤمن يتجنب ما قد يفتح له باب فتنة، حتى لو كان ظاهر الأمر بريئًا. ثالثًا: ما دام هذا الشخص أجنبيًّا عنكِ، ولا تربطكِ به رابطة شرعية، فهو لا يجوز له أن يتقرب إليكِ بحجة تعليم الدين أو الأمور الروحية. ولو كان صادق النية، فليتقدم لكِ من بابها الصحيح، بخطبة وزواج، أو ليدعكِ وشأنكِ كما يحب أن يُصان عرضُه وأهلُ بيته. جاء عن سيدة النساء الزهراء (عليها السلام): «خيرٌ للمرأة أن لا ترى الرجال، ولا يراها الرجال». رابعًا: كل حديث خاص بين رجل وامرأة أجنبية، فيه شهوة أو ريبة أو تعلق عاطفي، أو كان ذريعة له، فهو محرَّم شرعًا، حتى لو تغلَّف بغلاف الدين. فهذا من تزيين الشيطان الذي يلبّس الباطل بثوب النصيحة. قال تعالى: {إن الشيطان لكم عدوٌّ فاتخذوه عدوًّا} (فاطر: ٦). نصيحتي لكِ يا ابنتي: احذري، وكوني واعية، ولا تنخدعي بالمظاهر. الدين ليس كلمات جميلة فقط، بل ورعٌ وسلوك وانضباط شرعي. وفقكِ الله، ووقاكِ شرّ كل من أراد بكِ سوءًا. ودمـتم سالمين.