فهم أساسيات الدين والمعرفة الدينية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، اعلمي بأن هناك الكثير من الناس يمرون بنفس الحالة خصوصاً إذا لم تكن عندهم خلفية دينية قوية من الطفولة أو لم يتعلموا هذه الأمور سابقاً، أو لم يعيشوا في أسرة دينيه تعليميه، والمفروض من الجميع هو التعلم ولو بالأمور الأساسية للدين، فقد ورد عن رسولنا الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " ( بحار الأنوار: ج١ / ص ١٧٧ ) . ولكن الأهم أنّكِ الآن عندك رغبة للتعلّم وهذا بحد ذاته خطوة عظيمة عند الله تعالى. ماكو داعي للخجل أو الإحساس بالنقص لأن طلب العلم من العبادات الكبيرة، والنبي وأهل البيت (عليهم السلام) كانوا دائماً يشجعون على السؤال والتعلم مهما كان الإنسان جاهل أو كبير بالعمر. فمن الأفضل أن تبدأي بالأشياء الأساسية، مثلاً تعلم أصول الدين وفروع الدين، وأهم قصص النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت ( عليهم السلام) بالتدريج. وممكن بأن تبدأي بقراءة سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بشكل مبسط، بعدها تنتقلي إلى أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وقصة كربلاء، وبعدها تتوسعي بذلك حتى تتعرفي على معالم دينك. ومع ذلك فإنّ الكتب والمقاطع المرئية البسيطة على الإنترنت متوفرة، وحالياً على اليوتيوب قنوات شيعية كثيرة تقدّم معلومات مبسطة. ولا تستحي من طرح أي سؤال على شخص تثقي بدينه، لأن العالم كله بدأ أولاً من الصفر. أما بالنسبة لمشاعر الحزن في محرم، فهي تأتي مع الفهم تدريجياً. عندما تعرف ماذا حدث في كربلاء ومظلومية الامام الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام ) ستشعري تلقائياً بالحزن والتفاعل لأن المعرفة تعمّق المشاعر. نننصحك أن تضعي لنفسكِ برنامج بسيط، مثلاً تخصّصي وقتاً يومياً للقراءة أو مشاهدة فيديو عن الدين والسيرة، ومع الوقت ستندهش من تقدمك وستشعر بالطمأنينة والثقة أكثر بنفسك. المهم أن تكوني صادقه بنيتك مع الله سبحانه وتعالى وهو سيساعدك وييسّر لك طريق العلم والهداية. وفقك الله لكل خير. - ودمتم في رعاية الله وحفظه.