logo-img
السیاسات و الشروط
علي ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهرين

دعاء لتحقيق الامنيات وتسهيل الامور

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الم يرد عن النبي او أهل البيت سلام الله عليهم دعاء لتحقيق الامنيات؟ فمثلا شخص درس للامتحان وتعب واجتهد ولكن هو يحتاج الى درجه كامله في الامتحان وهو خائف من عدم تحصله لذا هل يوجد دعاء يحقق الامنيات ويسهل الامور انتظر جوابكم وجزاكم الله خيرا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ولدي العزيز، مما لا شك فيه أنّ الدعاء والتضرع إلى الله (عزّ وجل) من الأمور المهمة والأساسية في حياة المؤمن لما فيه خضوع، وتذلل إلى الله تعالى، والدعاء سلاح الأنبياء، وطريقنا إلى الله تعالى، فحاشا لله أن يغلق بابه، أو يرد من سأله، بل الأمر على العكس من ذلك، وقد طلب منا أن نتقرب إليه بدعائه واستغفاره، وقد ضمن لنا الإجابة حتى لا يحرمنا عطائه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة: ١٨٦) ونقراء في دعاء الافتتاح في شهر رمضان: «الحمد لله الذي لا يهتك حجابه، ولا يغلق بابه، ولا يرد سائله». فمن هذا وغيره من خصائص الدعاء موارد لتحقيق أمنيات العبد المقارنه للخضوع والاعتراف لله تعالى، لكن هذا لا يعني أن كل ما يتمنى الإنسان ويدعو يحصل عليه، كما في وضع الطفل حيث يطلب الكثير من الأمور لكن بدورنا نمنعه منها لمعرفتنا بأن بعضها تؤذيه وبعضها لا تناسبه، ونلاحظ بكاء الطفل وإصراره على حصول على ما يريد، كذلك الله تعالى حيث يمنع عن بعض الأمور لوجود مصلحة خافية علينا و نحن لا نعلمها. فيتضح أنّ الدعاء ليس مجرد وسيلة لتحقيق ما نريده على الفور، بل هو أعظم من ذلك، أنّه وسيلة للاقتراب من الله، والتسليم لحكمته ورحمته التي قد لا ندركها في اللحظة نفسها. ومن جانب آخر بعض موارد استجابة الدعاء مرتبطة بالعمل، والذي يمكن أن نسميه (بالدعاء العملي). الدعاء العملي: فقد روي عن الصادق (عليه السلام) قال: «الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر» (وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج٧، ص١٤٥). أي الرامي من قوس بلا وتر يسقط سهمه ولا يصيب؛ وهكذا الإنسان الذي يدعو الله سبحانه ولا يعمل ولا يسعى، لا يجيب الله دعاءه، ليس بخلاً حاشا الله تعالى؛ بل لأنّ هذا الدعاء مرتبط بعمل وسعي الداعي، فيخيب مقصود الداعي؛ لعدم علمه برتباط الدعاء بالعمل في بعض المطالب. وروي عن الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام): «مَنْ سَأَلَ اللهَ التَّوْفِيْقَ وَلَمْ يَجْتَهِدْ فَقَدْ اسْتَهْزَأَ بِنَفْسِهِ» (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٧٥ ص٣٥٦، ح١١). فهناك دعاء مرتبط بالسعي الجاد والصحيح للإنسان، الذي يكون مقدمة لاستجابة الدعاء. فكل هذه لها مدخليه في استجابة الدعاء، ومحورها مصلحة العبد عند الله التي يجهلها العبد، فكما يقال في الحكمة (فمن جدّ وجد ومن زع حصد) فمن جدّ في درسه سيجد التوفيق في تحصيل المراتب العالية. ودمتم في رعاية الله وحفظه.