احببت فتاة و عزمت ان لا ادخل علاقة محرمة معها بل اسعى للزواج منها في الوقت المناسب، و لكن مؤخراً اشعر ان حبي لها ليس حب حقيقياً بس حب نابع من شهوة و العياذ بالله تتحدث بأسم الحب، فكيف لي ان اعرف إن كان حبي لها صادقاً و لا يبعدني عن الله و كيف اتخلص من مشاعري ان لم تكن حقيقة و لن تنفعني و كيف اعرف ان كانت الفتاة التي اخترتها هي الفتاة المناسبة للزواج و ماذا لو كانت هذه الفتاة من مذهب مختلف او دولة مختلفة فما هو الحل وقتها؟ ماذا لو حرمتني هذه المشاعر من زواج ناجح في حال لو شاء الله ان اتزوج غيرها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، بارك الله فيك على اهتمامك وتقواك، في بداية الأمر نقول لك ما ذكرته يدل على حرصك على طاعة الله وتجنب الحرام، وهذا أمر مهم جداً في هذه المرحلة الحساسة من حياتك. الحب الصادق في الإسلام لا يكون مجرد انجذاب جسدي أو رغبة مؤقتة، بل هو مشاعر عميقة تنبع من تقدير واحترام حقيقي للطرف الآخر، ويقترن بالنية الصالحة لبناء أسرة مستقرة على أساس الإيمان والتقوى. لمعرفة صدق مشاعرك، حاول أن تسأل نفسك: هل تتمنى لها الخير حتى لو لم تكن من نصيبك؟ هل تنجذب إلى أخلاقها ودينها قبل أي شيء آخر؟ هل تشعر بالاطمئنان حين تفكر بالارتباط بها وفق رضا الله؟ إذا كانت مشاعرك ترتبط فقط بالشهوة أو بالجمال الظاهري دون وجود انسجام روحي وأخلاقي وفكري، فقد تكون هذه المشاعر عابرة وغير صالحة للزواج.
ومع كون المشاعر غير حقيقية أو لاحظت أنها تُبعدك عن الله أو تجعلك تفكر في الحرام، فعليك بالابتعاد تدريجياً بحكمة وضبط النفس، وانشغل بما ينفعك: كالعبادة، وتنمية ذاتك، والتقرب إلى أهل الفضل والصلاح، وبذلك تهدأ النفس وتصفو، وسيساعدك الله على تجاوز هذه المرحلة.
أما في اختيار الزوجة المناسبة، فأهم معيار هو الدين والأخلاق، كما قال النبي صلى الله عليه وآله: «تنكح المرأة لأربع ... المزید فاظفر بذات الدين تربت يداك»، فالتقوى والخلق أهم من كل شيء، وبعدها يأتي التفاهم الفكري والاجتماعي. إذا كانت الفتاة من مذهب أو دولة مختلفة، فهذا يتطلب منك دراسة عميقة، إذ أن الاختلاف المذهبي أو الثقافي قد يولد مشاكل كبيرة في المستقبل خاصة في تربية الأولاد والعلاقة مع العائلتين. لذا فالمشورة مع أهل الحكمة والدين من أهل الطرفين ضرورية جداً، والتفاهم التام على الأمور الجوهرية قبل الإقدام على الزواج.
أما القلق من أن المشاعر الحالية قد تحرمك من زواج ناجح مستقبلًا إذا لم تتيسر الأمور، فتذكر أن المؤمن يؤمن أن الخير فيما اختاره الله، وأنه قد يكتب لك الخير في شيء لم تتوقعه أبداً، فلا تحزن ولا تتعلق تعلقاً يؤذي قلبك، وكن على يقين أن الله لا يضيع من أحسن النية وسعى في طاعته.
علماً أنه تحرم ممارسة الحب أو إظهاره مع الأجنبية . هداني الله وإياك لما يحب ويرضى.