.. ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهر

البحث عن السلام الداخلي

السلام عليكم ورحمة الله أريد مساعدة أو بعض الأعمال ألتي تساعدني أعناي من كثرة المشاكل في المنزل دائماً في منزلنا ضجة وشجارات مختلفة وعلى اتفه الاسباب اخجل ان اذكرها مع والديَ واخواني ومعي ايضاً نعاني من عدم التوفيق وحتى المشاكل المادية حتى أنا أصبحت نحلانة دائماً ولا لي طاقة في قضاء واجباتي المنزلية ولا حتى ان اهتم في دراستي وحتى صلاتي وواجباتي تجاه ربي اصبحت اتكاسل عنها اشعر بالتعب تجاه كل شي ولا لي طاقة بشيء علاقتي بوالدي سيئة هل هناك اعمال تخلصني من الذي انا فيه وجزاكم الله خيراً؟!


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته ابنتي الكريمة، التعامل الصحيح هو أن تختاري الوقت المناسب وكون أبوكِ جالساً وحده، فتكلمي معه بكل أدب واحترام من دون أي إساءة لإنها حرام، وأن يترك هذا الفعل لأنه حرام وهو خلاف وصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والتعاليم الإسلامية. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ التحريم ٦. وجاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) - في وصيته لمحمد بن الحنفية - قال: «وأحسن إلى جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك وارضَ لهم ما ترضاه لنفسك واستقبح لهم ما تستقبحه من غيرك، وحسن مع الناس خلقك حتى إذا غبت عنهم حنوا إليك، وإذا مت بكوا عليك، وقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا تكن من الذين يقال عند موته الحمد لله رب العالمين، واعلم أن رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل مداراة الناس ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بد من معاشرته حتى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلا…» (وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج١٢، ص٢٠٢). وإن اقرب الناس هم الأبناء، فقال الإمام علي ( عليه السلام ) مبيِّناً أهميَّة الأدب وأرجحيَّته على غيره : ( خَيْرُ مَا وَرَّثَ الآبَاءُ الأبْنَاءَ الأدَبَ ). وسَلَّط حفيده الإمام الصادق ( عليه السلام ) أضواء معرفية أقوى ، فكشَفَ عن العِلَّة الكامنة وراء تفضيل الأدب على المال ، بقوله ( عليه السلام ) : ( إنَّ خَيرَ مَا وَرَّث الآبَاءُ لأبنائِهِم الأدَبَ لا المَال ، فإنَّ المالَ يَذهَبُ والأدَبُ يَبْقَى ). وينبغي الإشارة إلى أن موضوع أدب وتربية الأطفال قد احتلَّ مساحة واسعة من أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فنجد تأكيداً على المبادرة إلى تأديب الأحداث قبل أن تقسو قلوبهم ، ويصلب عودهم ، لأن الطفل كورقة بيضاء تقبل كل الخطوط والرسوم التي تنتقش عليها. فيقول الإمام علي لولده الإمام الحسن ( عليهما السلام ) : ( إنَّمَا قَلْبُ الحَدَث كالأرْضِ الخَالِيَة ، ما أُلقِيَ فِيهَا مِنْ شَيءٍ قَبلتْهُ ، فَبَادَرْتُكَ بالأدَبِ قَبلَ أن يَقسُو قَلبُكَ ، ويَشْتَغلُ لُبُّكَ ). ويمكن إبراز الخطوط الأساسية لمدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) في بيان تأديب الطفل وتعليمه في النقاط التالية: الأولى: لا تقتصر تربية الأولاد على الأبوين فحسب، بل هي مسؤولية اجتماعية تقع أيضاً على عاتق جميع أفراد المجتمع، وحول هذه النقطة بالذات يقول الإمام الصادق ( عليه السلام ): ( أيُّما ناشئ نشأ في قوم ثمَّ لم يؤدَّب على مَعْصِيَة، فإنَّ الله عَزَّ وجَلَّ أول ما يعاقِبُهُم فيهِ أنْ يُنقِصَ مِنْ أرْزَاقِهِم ). فرؤية أهل البيت ( عليهم السلام ) تنطوي على ضرورة تأديبِ أفراد المُجتَمع– وخصوصاً الأحداث منهم– على الطاعة، وتميل إلى أن المسؤولية في ذلك لا تُنَاط بالوالدين فحسب، وإن كان دورُهم أساسيّاً، وإنما تَتَّسع دائرتها لتشمل الجميع، فالسنة الاجتماعية بطبيعتها تنطبق على الجميع بدون استثناء. وعليكِ بالدعاء لله (سبحانه وتعالى) بدفع كل بلاء والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام ) بالتوفيق لكل خير في الدنيا والآخرة. وَدُمْتُمْ بِرِعايَةِ اللّٰهِ.